ألقى انتشار فيروس كورونا، منذ الأشهر الأولى للعام الماضي، بتأثيره السلبي على مبيعات الصحف الورقية حول العالم، لكنه رفع في الوقت نفسه أسهم المبيعات الرقمية لهذه الصحف، ولاسيما في بريطانيا بحسب عدد من الدراسات، خاصة في ظل حاجة المواطنين لمتابعة تطورات الجائحة من منازلهم خلال فترات الإغلاق وحظر التجول.
وبحسب المكتب البريطاني لتدقيق الانتشار ABC، شهدت جميع الصحف الكبرى في بريطانيا انخفاضًا كبيرًا في عدد مبيعات النسخ الورقية اليومية، وعلى رأسها الصحف المجانية التي كانت تُوزّع في أماكن محددة، كمحطات الميترو مثلًا، الأمر الذي استدعى بحث القيميّن عن سبل أخرى للاستمرار بالوصول إلى القراء في خضم الجائحة.
ووزعت صحيفة “إيفنينج ستاندارد” المجانية أعدادها على المنازل منذ إعلان الحكومة البريطانية الإغلاق العام في البلاد في مارس الماضي، لكن الأمر نفسه كان صعبًا على الصحف المدفوعة، إلا أن بقاء الناس في منازلهم، وحاجتهم لمتابعة الأخبار بشكل عام، وأخبار الجائحة بشكل خاص، تكفّل برفع عدد قراء نسخ الـ“ديجيتال”، أو النسخ الرقمية اليومية لهذه الصحف.
وتضاعف عدد قراء النسخة الرقمية لصحيفة “ديلي ميل” في شهر مايو مقارنة بما كان عليه قبل الجائحة، فيما تجاوز عدد المشتركين في صحيفة “ذا تيليجراف” حاجز الـ 500 ألف مشترك، لكن 60 في المئة منهم كانوا من المشتركين بالنسخة الرقمية. وذكرت شركة قياس جمهور الناشرين PAMCO أن عدد قراء الصحف الوطنية اليومية وصل إلى 22 مليونًا في يونيو 2019، أي أكثر بـ 3.7 مليون عن عدد القراء في يونيو 2018، في الوقت الذي أشارت فيه دراسات أخرى إلى ارتفاع عدد القراء بنسبة 20 في المئة في العام 2020، وذلك بسبب لجوء الناس إلى النسخ الرقمية في المواقع الإلكترونية، عوضًا عن النسخ المطبوعة. يذكر أن الصحف الرياضية تأثرت هي الأخرى بالجائحة، فالصحف الرياضية الأبرز في بريطانيا تأتي كملحقات مع الصحف العامة، في الوقت الذي خسرت فيه الصحف الرياضية الإيطالية “جازيتا ديللو سبورت” و”كورييري ديللو سبورت” و”توتو سبورت”، أكثر من 50 في المئة من مبيعاتها بين بداية 2020 وبداية 2021.