|


منصور ناصر الصويان
ثقافة المنافسة الرياضية
2021-02-21
تعتبر الرياضة مؤثرًا فاعلًا وقويًا في الثقافة العالمية، وتحتل الرياضة الجزء الأكبر من اهتمامات الشباب في جميع أنحاء العالم سواءً بالممارسة أو حتى بالمتابعة والمشاهدة. وتكمن الجاذبية الكبرى للرياضة في كون المنافسة فيها أكثر بكثير مما هي عليه في مجالات أخرى مثل الأعمال أو الصحة أو السياسة أو غيرها.
ناهيك عن أن الرياضة لا يجد الممارس أو المتابع صعوبةً في الوصول إليها بغض النظر عن الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو نحوها. وتُعرّف المنافسة في الرياضة على أنها الرغبة والسعي لتحقيق النجاح، أو بمعنى آخر السعي لتحقيق التميز والإنجاز.
من المسلّم به أن الرياضيين يعرفون الفرق بين الفوز والخسارة، ومن المهم أيضًا أن يتقبل الرياضيون الهزيمة بلطف بقدر ما يقبلون الفوز، وهذا جزءٌ من الثقافة الرياضية والجوانب المعرفية التي يسعى المدربون لغرسها في نفوس رياضييهم. ولكن ماذا عن المتابعين أو المشجعين أو حتى الفاعلين عبر وسائل الإعلام، وتحديدًا الإعلام الجديد؟
في الوقت الحالي لم يعد المشجعون بحاجة إلى التجمع حول التلفاز لمشاهدة مباراة في كرة القدم في ظل التحول التقني والرقمي الكبير في نقل الأحداث الرياضية، حيث يمكن الاستمتاع بذلك من خلال الهواتف الجوالة أو الأجهزة اللوحية أو الكمبيوتر المحمول في أي مكان وزمان. كذلك وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحظى باستخدام متزايد على الصعيد المحلي، أصبحت في الوقت ذاته تمثل للجماهير والمتابعين فرصة للتفاعل مع أنديتهم على نطاق واسع، إضافة للتواصل مع الرياضيين المفضلين لديهم أيضًا. ولكن المتتبع لما يدور في الوسط الرياضي وبالتحديد ما يتم إثارته حول منافسات كرة القدم السعودية من نقاشات وآراء خلال هذه الوسائط، يلحظ الكثير من التوتر والتشنج ومحاولة الخروج بالمنافسة الرياضية من سياقها وأهدافها. من الجيد أن يكون لدى الشخص ميول نحو فريق معين أو رياضي بعينه، وهذا بحد ذاته يعتبر نشاطًا مهمًا للصحة النفسية، ويجعل الشخص يرتبط بأشخاص آخرين متشابهين في التفكير والميول، مما يلبي الحاجة الفطرية للانتماء بحسب إحدى الدراسات الحديثة في هذا الصدد. وتضيف أن ذلك يمكن أن يعزز الثقة بالنفس ويمنح السعادة، وأن الأشخاص الذين يُعتَبرون مشجعين للرياضة يتمتعون بمستويات أعلى من احترام الذات، ومستويات أقل من الوحدة، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر رضًا عن حياتهم مقارنة بأولئك غير المهتمين بالرياضة، كما يحصلون على المزيد من الدعم الاجتماعي وبالتالي فإنهم يتمتعون بصحة أفضل. لنتقبل الفوز والخسارة على حدٍ سواء، ونستمتع برياضتنا المفضلة وفي حدودها.