|


سعد المهدي
دروس كرة القدم عن قرب
2021-02-24
في هذا الموسم الكروي الاستثنائي تقدم كرة القدم دروسها المختلفة بتتابع ودون انقطاع، تضع النقاط على الحروف وتصف الكلمات على الأسطر، لا رياضة دون تحضير بدني فتتقلص الفروقات بين الأجود والجيد، ولا تنافس بلا جمهور فيخسر المَهَرَة دافعية التحفيز والاستثارة، ولا إقبال على المهنة التي تألفها وتعطيها أفضل ما تملكه، في ظل الحريات المقيّدة ثمنها حياتك.
منافسات كرة القدم في كل العالم “زمن كورونا” هو ما تعانيه أنديتنا، ولا اختلاف يذكر إلا تجاهل البعض للأسباب الموضوعية لتذبذب المستويات والنتائج، صحيح أن الإحساس بقيمة وحلاوة الانتصارات ومرارة الخسائر لم تتغير، لكن ما يجب ألا يفارق من يتحملون مسؤولية إدارة هذه الأندية أو الجمهور، أن منافسات هذا الموسم لا تقف على ذات الأرض التي كانت تهيئ الأسباب الكافية لتحقيق نتائج ومستويات مضمونة، أو يمكن المحاسبة عليها.
هذه ليست دعوة لتسامح مفتوح عن التقصير أو القرارات التي يثبت خطؤها، لكن لتفهم الظروف القهرية التي لا شك أنها لن تجعل العمل في وضع يسمح له بالكثير من الاستفادة من أبسط الأمور ذات العلاقة بالإعداد الشامل للفريق التي كانت تتوفر، أبسطها ما يمكن أن يدخل في إطار الشغف الذي بهت والحالة العاطفية والنفسية التي أصابها الضرر، كونها تتحكم في درجة مستوى الأداء الفردي والجماعي.
في الجولة الـ 20 لدورينا ما يشير إلى هذا، وهي امتداد لكل الجولات الماضية، حيث ازداد ترتيب الأندية تشابكًا وبات من المرجح أن تزداد التوقعات تعقيدًا، ويكفي أن 9 أندية من الـ 22 إلى 29 نقطة محصورون في الترتيب من الـ 6 إلى الـ 14، و4 أندية من النقطة 30 إلى 36 يقعون في الترتيب من الـ 2 إلى الـ 5، بينما يتميز نادٍ واحد يملك 41 نقطة، وناديان فقط تحت 20 نقطة.
الشباب حققت له الجولة الـ 20 كل ما يتمناه، هزم الأهلي وخسر الهلال والاتحاد، أصبح متصدرًا بفارق 5 نقاط، والأهلي تلقى ضربة معنوية ونقطية موجعة لأنها من منافس على الترتيب، والهلال صدم بنتيجة في غير توقيتها، مرارتها أنها من غريمه النصر، وتداعياتها المعنوية والنقطية قد تحرمه من مواصلة التنافس على اللقب.
10 جولات مقبلة لن تقفل فيها كرة القدم قاعات الدرس، أقل ما نتعلمه فيها أنه ليس بمقدور أحد أن يمتلكها، أو يملي عليها ما يريد.