صحافة الـ «تابلويد» عصر تغيير الأحجام والألوان.. والمحتوى يستمر
شهد التاريخ الطويل للصحافة الورقية، حقبات كثيرة من التغييرات والتطورات، ولعلّ أبرزها انتقال عدد كبير من الصحف في الأعوام الأخيرة، من الشكل التقليدي المعروف بالـ“برودشيت”، إلى الشكل الحديث الذي يُطلق عليه مسمّى “تابلويد”، والذي أدّى إلى تعديلات جذرية في حجم الصحف وألوانها، مرورًا بمحتواها وطريقة مخاطبتها للقراء.
وتتميّز صحف التابلويد بحجمها العصري، فأبعادها أصغر بـ 10 سنتيمترات على الأقل من الصحف التقليدية بالعرض والطول، كما أنها تلجأ إلى استخدام الألوان في جميع صفحاتها، مع تركيز على الصور، إضافة لتسليطها الضوء على جذب انتباه القارئ بمواضيع متعددة وحساسة، حتى لو كلفها الأمر المبالغة في نشر الشائعات والأخبار الخاطئة.
وظهر مصطلح تابلويد للمرة الأولى صحافيًا عام 1901، وكان يعني حينها نشر أخبار مختصرة ومبسّطة بعدد أقل من الصفحات، لكنه تحوّل بعد ذلك إلى نموذج خاص في عالم الصحافة بدءًا من سبعينيات القرن الماضي، عندما أصبح توجّهًا رئيسًا لأشهر الصحف الإنجليزية، كما أنّه يُعد اليوم النموذج المفضّل لأغلب الصحف حديثة العهد حول العالم.
وانتقلت صحيفة “ذا صن” من الشكل التقليدي إلى الشكل الحديث عام 1969، وتلتها صحف عدة في إنجلترا خلال الأعوام التالية، وعلى رأسها “ديلي ميل” و”ديلي إكسبرس”، لكن الصورة تختلف لدى الصحف الأمريكية الشهيرة، والتي تحافظ على شكلها التقليدي حتى يومنا هذا، باستثناء صحيفتيْن هما “نيو يورك بوست” و”نيوز داي”.
ولجأت عدة صحف إلى تغيير حجمها واستخدام الألوان بشكل أكبر، مقابل الحفاظ على مصداقيتها ودقة محتواها ومصادرها، في نمط صحافي يُعرف اليوم بـ “كومباكت”، وكانت صحيفة “ذا جارديان” الإنجليزية آخر الصحف الشهيرة التي نفذت هذه الخطوة في العام 2018، فيما تُعرف صحيفة “بيلد” الألمانية، أشهر صحف أوروبا، بالمزج بين الشكليْن، فهي تحافظ على حجم الصحيفة التقليدية، لكنها تطبع بالشكل الحديث من ناحية المحتوى.