|


جوانكا.. تراجع عن النصر ويطارد أحلامه مع الشباب

الرياض - رائد السالم 2021.03.04 | 05:27 pm

لم يكن الأرجنتيني كريستيان جوانكا يعلم بأن أول ما يربطه بالدوري السعودي، فريقاً لن يرتدي قميصه، حيث فتحت معه إدارة نادي النصر في الثامن من يوليو 2017 باب المفاوضات، ليعطي موافقته على العرض، ويتفق الطرفين، ويعلن النادي العاصمي تعاقده مع فتى التانجو.
ولكن الأمور لم تمض كما يرغب الثنائي، إذ قرر لاعب كولون الأرجنتيني آنذاك، البقاء في بلاده وعدم إتمام التعاقد، لتضطر إدارة فريقه إلى إرسال خطاب اعتذار للنصر، أفادت في ثناياه أن اللاعب لا يستطيع الوفاء بالاتفاق إثر ظروف أسرية يمر بها، وعندها انتهت العلاقة سريعاً بين النصر وجوانكا.
ولكن لا يعني ذلك أن كل شيء انتهى بينهما، حيث بات الأرجنتيني زائراً دائماً لمرمى الفريق الأصفر، وكان سخياً معه بإرسال الكرات إليه 3 مرات في غضون 4 مرات أمامه، وهو يرتدي زي فريق الشباب.
أما عن انتقاله إلى الدوري السعودي بعد تعثر المفاوضات الأولى، فإن ذلك استغرق عاماً واحداً فقط، عندما أعلن نادي الاتفاق عن تعاقده مع جوانكا السادس من يوليو 2018، بعد أن زالت ظروفه الأسرية التي أخرت موعد مباراته الأولى في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، وكانت مع الفريق الشرقي ضد الرائد الـ31 من أغسطس 2018.
وعن أول أهدافه، فجاء في ثاني المواجهات التي منحته فرصة الظهور، وكانت من الموسم المذكور ذاته أمام الباطن، ونجح حينها في قص شريط ضرباته المحببة إلى الجمهور الاتفاقي، وبلغت ذاك الموسم 15، مع 3 تمريرات حاسمة، وتلك الأرقام المشجعة لم تجعل إدارة نادي الشباب تنتظر كثيراً لتقرر التوقيع معه بعقد يبدأ من موسم 2019-2020.
وفي ظهوره الأول مع النادي العاصمي، افتتح جوانكا سلسلة أهدافه في المباراة رقم 1 له دورياً مع الأبيض، وكانت شباك الفتح شاهدة على ذلك في الـ24 من أغسطس 2019، واصل كريستيان تألقه مباراة بعد أخرى مع الشباب، وأنهى الموسم بـ12 هدفاً، وصناعة تكررت 5 مرات.
وقبل أن ينطلق الموسم الجاري، ظهرت بعض المطالبات بترك جوانكا يرحل، وتعويضه بهداف آخر يملك حضوراً أكثر توهجاً طيلة لقاءات الموسم، وبين مدرب وآخر، ومرور فترة انتقالات، وإغلاق الأخرى، استمر الأرجنتيني مرتدياً القميص الشبابي، ومحتلاً موقعه الرئيس في التشكيلة الأساسية دوماً.
ولكن الأمر بدا مختلفاً هذه المرة، البالغ 27 عاماً، أصبح أحد أهم الحلول في المسابقة وتشكيله ثنائية تسرق الأبصار في كل مرة، مع إيفر بانيجا مواطنه، الذي كان يلعب لبوكا جونيور في بيونس آيرس، حينما كان جوانكا في المدينة ذاتها يافعاً يركض مع براعم تشاركاريتا.
كريستيان بلغ 13 هدفاً في الموسم الجاري، خلف الفرنسي بافيتيمبي جوميز المتصدر بـ15، إضافة إلى تمريرتين حاسمتين، ونجاحه في التوقيع على أهداف أهدت النقاط لفريقه الذي يتصدر الترتيب بفارق 5 نقاط مع تبقي 9 جولات على النهاية.
وبالنظر إلى الـ30 من مايو المقبل، فإن ذلك التاريخ قد يكون اليوم الأهم في مسيرة جوانكا الخالية من أي لقب، حيث يلعب الشباب حينذاك مع الوحدة على ملعب الأمير خالد بن سلطان، وفي حال استمرار الأوضاع الحالية، فإن آخر مايو سيتحول إلى كرنفال يعيد النادي العاصمي إلى منصة الذهب، ويمنح جوانكا أغلى هدية في تاريخه.
حلم الطفل الذي أبصر النور في دون توركواتو الأرجنتيني في 27 مارس 1993، ما زال قيد التحقيق، إذ يهم مع زملائه اللاتينيين الآخرين بانيجا مواطنه، والبرازيلي سيباستياو جونيور في مطاردة أمنياتهم مع الشباب، وتحديداً كريستيان الذي يلهث خلف أول ميدالية ذهبية يرتديها.
جوانكا الذي يعتني على الدوام بحالته البدنية، وبرنامجه الغذائي منذ أن كان مراهقاً، يعد أحد أبرز اللاعبين في الدوري السعودي حضوراً من الجانب اللياقي، حيث أتيح له اللعب في 81 مباراة دورية مع الاتفاق والشباب، لم يغب سوى عن مباراة واحدة مع الاتفاق بسبب تراكم البطاقات، فيما حضر الـ80 مباراة الأخرى، مسجلاً واحداً من أهم الأرقام على صعيد البطولة.
جوانكا، لاعب بارع في المستطيل الأخضر وعلى صعيد التدريبات، إلا أنه يخلع رداء الملاعب مع أسرته، ويؤدي دوره إبناً زوجاً ووالداً وأخاً على أكمل وجه دائماً، ويبدي الفخر في كل حين بزوجته وابنتيه، ولا يفوت فرصة للسفر وقضاء الأوقات إلى جانبهم متى ما وجد الوقت.