|


«قصة حياتي» يختصر المشوار الطويل مع الإعلام والرياضة والشباب

ابن ناصر.. يستعيد ذكريات 50 عاما

ضوئية من غلاف كتاب صالح بن ناصر
2021.03.05 | 12:24 am

الرياض ـ الرياضية
الحياة رحلة ذكريات.. أشياء كثيرة تؤكد هذه القاعدة الضاربة في أعماق تاريخ البشرية الطويل.. ماذا يبقى للإنسان غير الماضي يتمسك بوقائعه التي تتشكل منها سداة العمر القصير.. وما من وصلة أقرب لإبقاء الأمس يؤنس اليوم والغد مثل كتابة السير والمذكرات، ففيها العروة الوثقى المتشبثة بتقديم التجارب الحية كدروس تنهل من معينها أجيال متلاحقة تنشد الاستفادة من وجوه عمرت الأرض علمًا وأدبًا وعطاء..
وجاء الدكتور صالح بن ناصر أخيرًا سالكًا ذات الدروب، ومهديًا المكتبة العربية “قصة حياتي” والتي حكى فيها مشارف تنقلاته خلال خمسين عامًا مضت بين الإعلام والرياضة والشباب، راويًا ما مكنته الصفحات على اختزاله من أعوام كان فيها واحدًا من القياديين الأفذاذ المتسلحين بالعلم والدراسة والخبرة والحكمة والتحدي..
وفي عشرة فصول وما يفوق المائتين وعشرين صفحة وضع حامل الدكتوراه المكاوي مسيرته الثرية التي مرت على محطات تقتضي جلها عقولًا واعية تسيّرها همم الرجال الأشداء.. متسلحًا أولًا وأخيرًا بشجاعة الباسلين الواثقين الذين تعاملوا مع الحقيقة كصديق لا يجود الزمان بمثله فلا يترك وحيدًا في العراء ولا يخذل ولا يخان.. وتناول الدكتور القاضي جل ايامه في سباق محموم مساهمًا فعالًا في وضع خطوات شباب بلاده على المسارات الصحيحة، كافة مراحل حياته دون مواراة أو تردد، مستذكرًا تفاصيله العائلية وأصدقاءه ودراسته ما بين القاهرة والولايات المتحدة الأمريكية وعودته مظفرًا بالشهادات العليا، ثم تقلده مناصب تتطلب مواصفات خاصة وتحديات كثيرة وجهودًا مضاعفة، وأفسح الدكتور صالح بن ناصر مجالًا رحبًا متحدثًا عن تجربته الإعلامية في مذكراته الصادرة عن الدار العربية اللبنانية، معيدًا سرد مواقف عدة مع الملك فهد ـ رحمه الله ـ، وكيف كان يتصدى بقياديته لاجتياز عقبات وصعوبات تصطدم بها وزارة الإعلام وأذرعتها في تلك الحقبة،
وبكثير من المودة والأخوية يفضي الدكتور صالح بن ناصر عبارات الامتنان على التعامل المتلطف الذي تمايز به الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق أثناء توليه حقيبة الوزارة المتطلبة لذهنية تتوافق مع كل المتغيرات الطارئة والمستجدة، وكتب الدكتور صالح بن ناصر في سياق استذكار فضائل الوزير
:”هذا الجو من المحبة والألفة الذي صنعه محمد عبده يماني في الوزارة جعلها تتحول إلى خلية نحل من العمل الدؤوب، فكنا نعمل ليل نهار دون حساب لساعات الدوام الرسمي، والعمل الإعلامي في كل فروعه الصحافة والإذاعة والتلفزيون مثل عمل يعيش طوال الوقت، مثل عسكري الاحتياط يجب أن يكون مستعدًا لتلبية النداء في أي لحظة، وكانت طبيعة عملي في الإذاعة والتلفزيون أكثر خطرًا من الصحافة، لأن الصحافة لا تستطيع نشر شيء جديد بعد صدور الطبعة الثانية فجرًا، أما الإذاعة والتلفزيون فعلى استعداد في أي وقت لتلقي خبر جديد وإذاعته”.
وتناول الدكتور صالح بن ناصر أيضًا وفي صفحات متسعة العلاقة العملية العميقة التي جمعته مع الراحل الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ ساردًا وقفات يمكن وصفها بالدروس والعبر التي يُستنبط منها عشرات الفوائد والمنافع والثمرات.