|


حسن عبد القادر
رجاء الله السلمي.. محارب بلا سلاح
2021-03-05
لم يهبط الدكتور رجاء الله السلمي على مناصبه الحالية “بالباراشوت”، ولم يدخل للإعلام من أبوابه الخلفية.
قبل أكثر من 25 عامًا فتح صفحة الإعلام ودخل من بابها الواسع، من خلال المدرسة الرائدة عكاظ، بدأ من الأساس محررًا، وهي البداية الحقيقية لأي إعلامي، ثم تطور أو طور نفسه وأدواته، كانت الثقة في نجاحاته تأتيه دون أن يبحث عنها، لأنه جمع حس الإعلام وخلق التعامل والصبر في مجال كان يعج بالعابرين والقافزين والمتربصين.
خطوات رجاء الله السلمي في الإعلام كانت متنوعة، وفيها الكثير من الدروس، لم يستعجل البروز ولم يتأخر في الحضور عندما كانت تفتح الأبواب لقدراته ومواهبه.
مارس الصحافة ونجح. تحول للتعليق ونجح. مارس العملين الإداري والإعلامي في تعليم جدة ونجح. قدم الاستديوهات التحليلية ونجح، أدار البرامج الحوارية ونجح. وفي كل خطوة كان يخطوها أو مرحلة يتجاوزها، يبني لنفسه عتبة جديدة في سلم النجاح.
لم تتوقف نجاحاته عند حد الظهور والتقدم الذي يحققه، وإنما مزج بين خبرة العمل المهني والتطور الأكاديمي. عمل محاضرًا في جامعة الملك عبد العزيز قبل أن يواصل مشواره التعليمي بالحصول على شهادة الدكتوراه.
بين كل المراحل التي خاضها رجاء الله السلمي كانت هناك معارك يخوضها، بعضها من نفسه لاستمرار التقدم، وبعضها الآخر مع آخرين، يرون أن الأماكن لم توجد إلا لهم. كان سلاحه في هذه المعارك هو عمله وتميزه وثقة من وثقوا به.
وفي كلتا المعركتين كان يحقق النصر، لأنه تفرغ للأولى ولم يعط الثانية أكثر من التفاتة المنتصر.
رجاء الله السلمي الذي يلوح بالوداع من رئاسة اتحاد الإعلام الرياضي، ليتفرغ لمنصبه الرئيس وكيلاً لوزير الرياضة للعلاقات العامة والإعلام، هذا الاتحاد الذي جاء لينهي عقوداً من اللاهوية للإعلاميين، ليجدوا أنفسهم تحت مظلة تحميهم إن ظُلموا وتعاقبهم إن تجاوزوا وتقف معهم إن احتاجوا.
وصنع لكل الإعلاميين هوية ومرجعية وأرضاً خصبة يقفون عليها وينطلقون منها لمراحل جديدة. أعدهم بالدورات وهيأهم لمراحل أخرى سيكون فيها الإعلامي المتخصص في رياضة محددة هو فرس الرهان، ورسم لبقية الإعلاميين الصاعدين الآخرين خارطة طريق لأن يكونوا كما كان وبدأ، فهو لم يكن أحد العابرين في شارع الصحافة، وإنما كان أحد المؤثرين والناجحين في مجال أشبه “بالثورة التي تأكل أبناءها”.