|


فهد عافت
«ما اعرفش انا»!
2021-03-07
- لم أكن أُحبّ أم كلثوم!. هكذا خبط لصق!. لا أقول إنني كنت أُفضّل عليها عبدالوهاب وفيروز وغيرهما، لا! ليت الأمر كان كذلك!، لم أكن أحب سماع أم كلثوم أصلًا!.
- ومرّةً، كتبتُ فيها مقالةً هجائيّة، بحرارة واندفاع مريبين!.
- وهكذا لم تشكّل أم كلثوم جزءًا من طفولتي المشبعة بالغناء!، رغم أنّ أول ما حفظته من الغناء كان مقطع لها: “هوَّ.. صحيح؟! صحيح؟! الهوى غلّاب؟! ما اعرفش انا”!.
- علاقة الحب بيني وبين صوت أم كلثوم، تأخّرتْ كثيرًا!. فجأة، وقريبًا من الأربعين، سمعتُ أم كلثوم، وكأنني أسمعها لأوّل مرّة!. سمعتها بمزاج آخَر، وأحببتها حبًّا لا يقترب منه أحد!. وندمتُ على ضياع تلك السنين التي انقضت دون صحبة أغانيها!.
- وكلّما تذكّرتُ ما سبق لي كتابته عنها، تمنّيت لو أن الأرض انشّقت وبلعتني قبل أن أكتب ما كتبت!. أين كان عقلي، وذوقي، وإحساسي، وفهمي؟! “ما اعرفش انا”!.
- لكن رُبّ ضارّةٍ نافعة، وفي بعض الضرر فائدة!. ذلك أنني لا أستمع إلى أم كلثوم اليوم كما يستمع إليها من هُم في سِنّي!. أو هكذا أظنّ!. فأنا مع أغنيات “السِّت” لا أتذكّر، وإنمّا أتخيّل فقط!.
- ليست لي ذكريات مع أغانيها، وفي هذا فقرٌ مُستهْجَن. لكنه يُعَوّض بانفلات التخيّل والتأمّل، حتى أكاد أطير!. وفي هذا غِنَىً مُستَحْسَن!.
- لم أعد أسأل نفسي لماذا لم أحبّ أم كلثوم إلا في الأربعين من العمر؟! لأنني سألت وتساءلت وقلّبت الأمور على ألف وجه ووجه ولم أجد سببًا!. باختصار، ومن الآخِر: “ما اعرفش انا”!.
- ولكنني أسأل نفسي بعد كل مَسَرَّة استماع، وانتشاء طَرَب: هل كنتُ سيّئ الذّوق لأنني كنتُ حسن الحظّ؟!، وأقترب من التقاط إجابة تشرح الصدر: نعم!. ومَن من الناس له مثل حظّك يا مُحبّ الغناء: لديك مطربة جديدة، لم يمضِ على دخولها عالم الغناء أكثر من خمسة عشر عامًا، واسمها أمّ كلثوم!.

“قفلة”:
“صارتْ حروفي مَعَهْ: ريميّةٍ جَفْلَهْ..
لكنّي امْسَكْتْ بالمعنى على التّالي:
أصْدَقْ من الجُوعْ، واطْهَرْ من بُكا طِفْلَهْ..
واهْدَا من اللّيل، وادْفَا من عَتَبْ غالي”!