|


فهد عافت
طين وورق!
2021-03-12
ـ “بلكونة” الجمعة مقتطفات من كتاب، أو من مجموعة كتب، اليوم نقطف من ثلاثة كتب. ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!،..:
* من كتاب “الفن” لـ”كلايف بِل”. ترجمة: د. عادل مصطفى. منشورات: رؤية للنشر والتوزيع “القاهرة”:
ـ غرور الفن:
قد يكون من الخُبْث أنْ تُحاول أنْ تصدم الدّهماء، ولكن الأخبث منه أنْ تُحاوِل إرضاءَها!.
ـ تواضع الفنّان:
مُتَيَقِّن من شيء واحد...، أنّ أولئك الذين يَبْلُغون النّشوة “الوجْد”، وليكونوا فنّانين أو عاشقين أو مُتَصَوِّفَة أو رياضيين، هُم أولئك الذين حرّروا أنفسَهم من الكِبْر والغطرسة البشريّين!. فمَن شاء أنْ يحسّ دلالة الفنّ فعليه أن يَتَّضِع أمامه!.
ـ لا للتقارير.. لا للمُباشَرَة:
يُحاول الفنّانون أنْ يُعَبِّروا عن انفعال، لا أنْ يُدْلوا بتقارير عن الموضوع النّهائي أو المُباشِر لهذا الانفعال!. وبالطّبع إذا كان انفعال الفنّان آتيًا إليه من “أو من خلال” إدراكٍ للأشكال وعلاقات الأشكال، فسيكون حَرِيًّا أنْ يُعبِّر عنه في أشكال مُسْتَقاة من تلك التي أتت منها. غير أنّه لن يتقيَّد برؤيته بل بانفعاله وحده!. ليس ما رآه هو الذي سيحكم تصميمه بالضّرورة، بل ما أَحَسَّهُ!.
* من كتاب “نقد مَلَكَة الحُكْم” لـ”إمانويل كَنْت”، واللفظ الأشهر عربيًّا للاسمً”كانط”. ترجمة: غانم هنا. منشورات: المنظّمة العربيّة للترجمة “بيروت”. توزيع: مركز دراسات الوحدة العربيّة “بيروت”:
ـ الذّوق الجمالي:
لكي نُميّز الشيء، هل هو جميل أو غير جميل، فإنّنا لا نُعيد تَمَثُّل الشيء إلى الذِّهن من أجل المعرفة، بل إلى مخيِّلة الذّات “ربما مرتبطة بالفهم” وشعورها باللّذّة أو الألَم!. ومِن هنا، فإنّ حُكْم الذّوق ليس حُكْم مَعْرِفَة!، وبالتّالي ليس منطقيًّا!، بل جَمَالي!،...، وعلى كلّ امرئٍ أنْ يُقِرَّ بأنّ أي حُكْم على الجَمَال يمتزج فيه أقلُّ مصلحة هو حُكْم غير نَزِيه!.
ـ حريّة وقيد:
لا يُوجَد فنّ جميل إلّا وفيه من الميكانيكيّ ما يُدْرَك بحسب قواعد ويُمكِن تطبيقه!،...، أصالة الموهبة تُؤَلِّف جزءًا جوهريًّا “ولكن ليس وحيدًا” من طبيعة العبقريّة!.
ـ صباح جميل:
..، ذلك ما قاله شاعر في وصف صباح جميل:
“انبثقت الشمس كما ينبثق الهدوء من الفضيلة”!.
* من كتاب “متعة القراءة” لـ”دانيال بِناك”. نقله إلى العربيّة: يوسف الحمادة. دار السّاقي “بيروت”:
ـ تدخين الكُتُب:
إننّا نُذيق الكُتُب الأمَرَّيْن! ولكن لا تُحزننا غير الطّريقة التي يُعامِل “الآخرون” بها الكُتُب!...،
..، .. جدُّ الرّوائي “تونينو بناكيستا”.. وصل به الأمر إلى “تدخين” أفلاطون! كان سجين حرب..، وكانت معه بقيّة من تبغ في زاوية من جيبه، ونسخة من “كراتيل”: حوار لأفلاطون يُشارك فيه سقراط وآخرون “من يدري ما الذي كانت تفعله هذه النّسخة هنا؟”، وعود كبريت... و”تشخت”! طريقة جديدة في الحوار مع سقراط!... بواسطة إشارات دخانيّة!.
ـ طين وورق:
يبني الإنسان بيوتًا لأنّه يعرف أنّه حَيّ، لكنه يكتب كُتُبًا لأنّه يعلم أنّه فَانٍ!. وهو يعيش ضمن جماعات لأنّ لديه غريزة التّجمّع، لكنّه يقرأ لأنه يعلم أنّه وحيد!.
ـ المُشاهَدَة والقراءة:
يُعطي لك الفيلم كلّ شيء، لا شيء تحصل عليه بمجهودك، كلّ شيء يُقدّم لك على طبق: الصورة، الصوت، الدّيكور، الموسيقى المرافقة في حال لم نكن قد فهمنا قصد المُخرِج!...
الباب الذي يُصدِر صريرًا لِيُبَيِّن لك أنّه جاءت اللحظة التي يجب أنْ تَفْزَع فيها!...
عندما نقرأ يجب أن “نتخيّل” كل هذا!... القراءة فعل خَلْق دائم!.