|


هيا الغامدي
إذا تعافى الهلال!
2021-03-15
التعافي يعني أن السقيم استعاد صحته وبرئ “شُفي” من مرضه! والتعافي ضد النكوص والتقهقر والتراجع، وهو تغيير ارتدادي لا إرادي في الأداء وصناعة النتائج، كرة القدم كغيرها من مكونات الحياة عرضة للتراجع في الأداء وتذبذب النتائج، ولا شيء يبقى على حاله إلا وجهه سبحانه! ومن سنن الحياة التغيير “إيجابي ـ سلبي”، فرق عالمية تراجعت مستوياتها مؤخرًا وتذبذبت نتائجها، ليفربول أكبر مثال ويوفنتوس وبرشلونة.
الهلال واحد من ضمن الفرق التي تناوبت عليه “نوائب الدهر” إصابات كورونا وانخفاض مستوى وتغيير مدربين.. إلخ. فتأرجحت نتائجه وتذبذب مستواه، ولأنه الهلال و”عظمه قوي” عاد للمنافسة من جديد وهذه ميزة الكبار، كالاتحاد أيضًا.
ظروف “اعتلال” الهلال هيأت الفرص للمتربصين للتسلق على أكتافه والعلو والصعود وخطف النقاط! رغم أنهم يدركون أن فوزه وتعافيه يعني تلاشي أحلامهم وضياع فرصهم! فهؤلاء يأتيهم الفوز على حسابه كضربة حظ لا يجود بها الزمان كثيرًا، رغم أن المنافسة حق للجميع، ولكن إذا تعافى الهلال فهذا الحق يُسلب ويصبح صعبًا أو مستحيلًا حضوره.
لماذا يأخذ التعافي وقتًا أطول؟! قصة الاستيعاب تتطلب وقتًا أطول عندما يتغير “العلاج” والفكر والطريقة ويظهر التأثير، هلال ميكالي مختلف شكلًا وموضوعًا عن هلال رازفان، وهذا الأمر تطلب وقتًا أطول! جوميز مثلًا استعاد حضوره اللافت وشهيته المفتوحة للتهديف، عودته إلى مستواه أعادته لصدارة الهدافين وأعادت الهلال للصدارة. كل اللاعبين الكبار يتعرضون لمرحلة انخفاض رتم العطاء واللامبالاة، اللاعب بشر وليس ماكينة معرض للتأثر بمختلف الظروف والأوضاع. أذكر ميسي وكيف أصبح حضوره مع برشلونة كغيابه! دوام الحال من المحال رغم أن ميسي “الأبطال” مؤخرًا خرج من الموْلد “بهدف”.
الهلال مؤخرًا استعاد جودة الأداء وفخامة النتائج تشعر معه بالاختلاف، لا يوجد فريق يبقى محافظًا على مستواه مهما كان ولا بد من التراجع وزلة الأقدام والهبوط نسبي أو حاد، والذي يأتي نتيجة لأسباب إصابات ضغوط غرور مشكلات مادية مطالبات جمهور إعلام تدخل بعمل المدرب.
النواحي النفسية لها دور مركزي مهم في صناعة التغيير الإيجابي واستعادة الهدف. ما الذي يميز العظماء عن غيرهم؟! لماذا يستخدم المدربون “الحرب النفسية” ضمن خططهم لهزيمة “المنافسين”؟! لماذا تُهزم الفرق الكبيرة على يد “المهمّشين”؟! لماذا يتحول لاعب بشكل مفاجئ من نجم خارق للعادة “بقدرة قادر” للاعب أقل من عادي؟! العامل النفسي أحد أعظم وأهم العوامل لصناعة الروح القتالية، لا يقل عن الفني والبدني والمهاري والذهني وأهم!