|


محمد الغامدي
تصريح عبد الفتاح عسيري وترجمته
2021-03-17
من يتوقع أن النصر أصبح الطريق له ممهدًا لخطف كأس الملك بعد فوزه الأخير بالثلاثة وخروج الفرق الأخرى الكبيرة والمنافسة مخطئ تمامًا، ولم يعرف أسرار كرة القدم وخطورة مفاجآتها، ولم يشاهد مستويات الفرق الثلاثة المتأهلة “التعاون والفتح والفيصلي” وصعوبة تجاوزها، ولم يدرك عطاء النصر الفني وتأرجح مستوياته.
بقاء النصر الكبير الوحيد بين الفرق التي حجزت لها مقعدًا في دور الأربعة لكأس الملك لا يعطيه الأفضلية، خاصة وأن مستويات الفرق الثلاثة المتأهلة كان لافتًا بعد خروج الاتحاد والهلال أمام تألق الفتح، وقبلهما الأهلي أمام العين صاحب المركز الأخير وبنتيجة مؤلمة. أما خروج الهلال فحكايته حكاية، فيكفي أنه سجل اسمه في قائمة الأرقام القياسية كأسرع فريق في تاريخ الكأس خرج من البطولة الحالية بعد ثلاثة أسابيع من فوزه بالكأس للموسم الماضي. وإذا كان رهان الهلال والشباب على بطوله الدوري، والاتحاد على البطولة العربية، فإن النصر رهانه على كأس الملك، أما من يتوجون النصر فهم الفرحون بخسارته والمتأملون لسقوطه مبكرًا، والمتألمون لفوزه مستقبلًا، فالفريق الأصفر باستطاعته تجاوز الترشيحات وتخطي الصعاب وتحدي الظروف، رغم مداهمة الإصابات لاعبيه الواحد تلو الآخر منذ بدء الموسم دون أن يكتمل الفريق في مباراة واحدة، فالعيادة الطبية تكتظ باللاعبين وآخرهم أيمن يحيى وبيتي، وأخيرًا وليس آخرًا الغنام ومادو، إلى جانب عدم تكامل اللاعبين الأجانب في مباريات الموسم الجاري، كما أن النهج التكتيكي لمدربه الكرواتي آلين لا زال غير واضح المعالم، لكن أصبح التعايش معه أمرًا لا مفر منه حتى نهاية الموسم في ظل صعوبة إحضار مدرب جديد مع ضغط المشاركات المحلية واستضافة مجموعته الآسيوية التي لا تفرق عنا سوى أربعة أسابيع، ومع ذلك كله فإن النصر أصبح مصدر تفاؤل لمحبيه كونه تجاوز عثرات المواسم الفارطة وصار لديه فريق مدجج باللاعبين الأكفاء داخل الملعب وخارجه بإمكانهم إحداث الفارق الفني وتخطي عقبة الفيصلي في البداية قبل الوصول للكأس، فمثل تلك البطولات تتطلب تحضيرًا معنويًا من اللاعبين لتعويض جماهيرهم خسارة الدوري.
بالمناسبة، كان تصريح عبد الفتاح عسيري عقب إحدى المباريات إيجابيًا وإشارته لأهمية تحقيق بطولة كأس الملك وحرصهم عليه، وأن النصر الحالي بلاعبيه يعتبر منتخبًا، لكن ـ والكلام للاعب ـ لا بد من تجسيد ذلك في الملعب، وهو بالفعل ما يطلبه جمهور العالمي بأن يترجم اللاعبون حديث زميلهم بأفضليتهم الفنية إلى واقع في المستطيل الأخضر وملامسة الكأس الغالية.