|


هيا الغامدي
زمن الألمان «يعود»
2021-03-19
الاستثمار في العقول مشروع تبناه الألمان منذ سنوات، خلّف وراءه نجاحًا بارزًا ومستمرًّا السنوات الأخيرة، ألمانيا أرض الأساطير والقادة العظماء، أوليفر كان كلوزه بالاك مولر ماثيوس بيكنباور.. وأقوى دول العالم في صناعة كرة القدم بدليل مشاركاتها المستمرة بكؤوس العالم ونجاحها البارز كأكثر منتخبات القارة العجوز، باستخدام طريقة الصرامة باللعب والهجوم المرتد السريع والروح القتالية العالية بالملعب.
أقول ذلك بعد الإنجاز التاريخي والرقم القياسي غير المسبوق الذي حققه الألمان بنسخة هذا العام من الأبطال بتأهل 4 مدربين مع فرقهم من بلد واحد/ ألمانيا لدور الـ8 هانزي فليك “بايرن ميونيخ” إيدين تيرزيتش “بوروسيا دورتموند” توماس توخيل “تشيلسي” ويورغن كلوب “ليفربول”.. هذا التميز يعني أن الماكينات تصدأ ولا تموت..
فليك “البايرن” مدرب كبير بطل “عقلاني” جداً فيما يخص التطرف باتجاه الهجوم أو الدفاع، حقق مع البافاري المعجزات آخر موسمين 2019ـ 2020 محلياً وقارياً، الدوري الألماني كأس ألمانيا كأس السوبر الألماني دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم 2020، وأيضا توماس توخيل المنتقل من أزرق “باريس” لأزرق “لندن” الذي غيّر شكل ومحتوى البلوز للأفضل من بعد مرحلة فرانك لامبارد، وأعاد اكتشاف بعض النجوم مع ما يملك روحاً قتالية عالية وجرينتا يقول: “كلنا جائعون للغاية للعبور لربع النهائي”، وهو لا يستبعد الاتجاه للأسلوب البدني حلاً إن عجزت الحلول الهجومية معتبرًا إياها معركة.. لا أحد ينكر كيف غيّر البلوز للأفضل، فمن يملك سلاح الروح صعب تجاوزه مهما كانت “عذاريبه” الفنية..
المدرب الجيد كالمنقّب الجيد يبحث عن الإمكانات المطمورة/ المدفونة في لاعبيه ليخرجها يبرزها وينميها، وهذا ما فعله توخيل مع المغربي حكيم زياشي رغم أنه كان مهمشاً بالبداية ليصبح علامة فارقة مع البلوز بالأخير..
كلوب قاد فريقه للتأهل الأوروبي رغم الموسم السيئ محلياً الذي يعيشه حاليًا والأداء غير المقنع وهو حامل اللقب، لكن شيئاً ما يحدث مع الريدز يضيف النحس على موسمه ونتائجه، والذي أقصي فيه من كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين وهو السادس بين “قومه” بالدوري.. يقول: “نحن مازلنا فريقاً سيئًا في كثير من الأحيان، لا ننهي ما نفعله بنجاح، وهذا ما يصنع الفارق بكرة القدم، الخصم يجد الكثير من الفرص ضدنا لأننا نقوم بأخطاء كبيرة جنونية هزلية وكوميدية”.. بهذه “الروح الانهزامية” لا أظن بأن الريدز سيمضي بعيدًا في البطولة القوية بطولة الجبابرة والصراع الكروي الأهم في العالم.