الهداف يكشف عن أسباب تحوله إلى مذيع تلفزيوني
القحطاني: عودتي.. مشروطة
عُرف ياسر القحطاني، قائد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم والهلال الأسبق بحضوره المميز داخل المستطيل الأخضر، توجه بالعديد من الإنجازات المحلية والدولية، حتى على الصعيد الشخصي كان التتويج حاضرًا في تاريخ “القناص” بحصده لقب أفضل لاعب في آسيا 2007.
وفي حواره مع “الرياضية”، تطرق ياسر إلى تجربته الجديدة خارج الملاعب من برنامجه المخصَّص للأطفال، وفكرته، وسبب قبوله العرض.
كما تحدث عن أوضاع الهلال، والظروف التي يمرُّ بها الآن، كاشفًا عن وجهة نظره حول بطل دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين في الموسم الجاري.
01
بدايةً، حدِّثنا عن فكرة برنامجك الجديد الذي تقدمه على قناة mbc؟
تستند فكرته إلى تسليط الضوء على نجومنا الصغار، مع منحهم الفرصة لإظهار مواهبهم وقدراتهم المتميزة، وتخصيص منصة لهم للكشف عن تجاربهم الناجحة، والرسالة التي يريدون تقديمها عبرها.
02
هل شاركت في صناعة محتوى الحلقات؟
بالتأكيد، فالعمل يتميز بالتكاتف وتغليب روح الفريق الواحد. العمل الجماعي له دور كبير في نجاح أي مشروع، فما بالك بالإعداد لبرنامج تلفزيوني، يتطلب منك الدخول في أدق التفاصيل، وطرح العديد من الأفكار وتطويرها، والتركيز على الموضوعات المناسبة، وأرى أن المذيع الناجح، هو الذي لا يكتفي بمجرد قراءة المحتوى الجاهز، بل ويشارك في صناعته أيضًا، والنجاح في مثل هذا النوع من البرامج لا يتحقق إلا بجهود المجموعة كاملةً.
03
كيف ترى توجُّه اللاعبين بعد الاعتزال إلى مجال الإعلام وتقديم البرامج؟
لكل شخص قدراته الخاصة، إعلاميةً كانت، أو إدارية، أو في أي مجال آخر. ما لا أقبله من لاعب يعتزل وهو لا يزال شابًا، أن يتعامل مع حياته العملية على أنها انتهت بمجرد الاعتزال! فكرة القدم قد توقفك جسديًّا في مرحلة معينة، لكنَّ لياقتك في الحياة يجب أن تبقى مرتفعة دائمًا. هذه اللياقة تصنع لك خطَّ تجارب وحضورًا يفيدك ويثريك، ويجعلك تسهم في خدمة مجتمعك.
04
ألا تخشى ألَّا ينجح البرنامج؟
أتوقَّع له النجاح، لأن كل العوامل مهيأة لذلك بدايةً من محطة عرضه الرائدة في عالم الترفيه منذ ربع قرن، وهي مجموعة mbc، إضافة إلى كثرة المواهب والنجوم المتميزين لدينا، كما أن البرنامج من الناحية الإنتاجية يعدُّ من أضخم الإنتاجات، وعفوي ولطيف في أساسه من خلال التحاور مع الأطفال والتحدث إليهم، ما يجعله قريبًا لقلب أفراد العائلة كلهم من مختلف الأعمار، وقد قدمنا فيه جهدًا كبيرًا، وبإذن الله ينال رضا الجميع.
05
ما الأسباب التي جعلتك تقبل فكرة الخروج في برنامج تلفزيوني؟
أشعر بأن بيني وبين الكاميرا علاقةً مميزة. في السابق لم أستثمر هذه العلاقة بحكم ارتباطي الاحترافي مع المنتخب ونادي الهلال، وأشعر بأن الفرصة حاليًّا أصبحت مناسبة للبدء ببرنامج لطيف مع الجمهور، يحكي قصصًا عفوية، ويقدم تجارب جميلة لأطفالنا، مستقبل بلادنا واستثمارنا الوطني الأهم.
06
بعضهم يرى أن اللاعب يجب ألَّا يخرج من مجاله بعد الاعتزال، هل تؤيد ذلك؟
الرأي في هذا الجانب يستند إلى أمور عدة، منها خبرة اللاعب في الملعب، وتجاربه الطويلة داخل المستطيل الأخضر. إذا وجد اللاعب فرصةً مناسبة في مجاله، يمكن من خلالها وضع بصمته وترك أثره، فهذا أمرٌ جيد. في المقابل هناك لاعبون لديهم قدرات مختلفة، واهتمامات بجوانب أخرى، لذا على اللاعب اقتحام المجال الذي يجد فيه نفسه بعد الاعتزال، وألَّا يتأخر عن ذلك، وألَّا يتوقف.
07
ما سبب اختفائك في الفترة الماضية؟
أختلف معك في ذلك، فأنا موجودٌ، لكن الارتباطات العملية والعائلية لها علينا حق. من جهتي أغلِّب مبدأ الوسطية في الظهور الإعلامي، فعندما يكون لدى ياسر ما يرى بأنه يستحق الظهور من أجله، ويضيف جديدًا للساحة، سيظهر بالتأكيد. الظهور بلا هدف، ودون تقديم أي جديد للجمهور لا يصنع الفرق.
08
هل لديك نية للعودة من جديد إلى الوسط الرياضي، مدربًا أو إداريًّا مثلًا؟
سبق وذكرت أن العمل في المجال الرياضي ليس ضمن خططي بعد اعتزالي الكرة. حاليًّا أركز بشكل كامل على أعمالي ومشروعاتي الخاصة، وعلى هذا البرنامج، لكن إذا ما احتاج إليك الوطن في أي مجال، فعليك تلبية نداء الواجب فورًا، وأكرِّر في أي مجال كان. الحياة في نظري فرصٌ، وأنت تختار ما تجيد تقديمه، وتتوقَّع أن يترك أثرًا كبيرًا.
09
يتجه الكثير من اللاعبين بعد الاعتزال إلى مجالات أخرى، هل الوسط الرياضي لم يعد جاذبًا للعمل فيه؟
كل مجال فيه مقومات جاذبة، لكن هذه المقومات يجب أن تناسب مهاراتنا وخبراتنا وتجاربنا، وحتى هوايتنا. أنت مَن يصنع نفسك. الوسط الرياضي مكان جاذب لاشك، وفيه جماهيرية كبيرة، ومتابعة، وتنافس، لذا توجد فيها فرص لمَن يرغب في استغلالها والاستفادة منها.
10
هل تجد الهلال مقنعًا في الموسم الجاري؟
الهلال بقيادة أخي الكريم فهد بن نافل في العامين الماضيين شهد عملًا احترافيًّا رائعًا، والدليل الإنجازات العظيمة التي تحققت، والثلاثية التاريخية. كل الفرق الكبيرة في العالم تمرُّ بفترات، يبتعد فيها الفريق عن مستوياته المعهودة بسبب ظروف كثيرة. الهلال في الموسم الجاري يختلف عن المواسم الماضية بعد تفشي جائحة كورونا، ولعنة الإصابات في صفوفه، ومع ذلك، الحمد لله، الفريق بقيادة الإدارة والجهاز الفني واللاعبين يؤدون ما عليهم، إذ يستشعرون قيمة شعار الهلال، وهذا ما جعل الكبوة بسيطةً، والدليل عودة الفريق إلى الصدارة وإلى المستوى السابق تدريجيًّا.
11
من وجهة نظرك، ماذا يحتاج الهلال في الوقت الراهن؟
يحتاج الهلال حاليًّا إلى روح الهلال، فهي سر قوته، والالتفاف الدائم حول الشعار، والمطلوب منا نحن جماهير النادي في المرحلة الجارية دعم الفريق ثم دعمه ثم دعمه، وفي نهاية الموسم سيكون هناك بالتأكيد تقييم شامل للموسم كاملًا من قِبل الإدارة، التي نثق فيها كثيرًا، واعتدنا منها على إسعادنا بالذهب دائمًا.
12
في ظل التذبذب في المستوى، هل تعتقد أن الهلال قادر على تحقيق لقب الدوري؟
الهلال هو بطل الدوري في العام الجاري، بإذن الله.
13
كلمة أخيرة؟
على الإنسان ألَّا يتوقف مهما كانت ظروف الحياة، فالفرص متاحة دائمًا، لذا اصنع نفسك بنفسك، وركز فيما تحسن عمله وتتقنه وفق مهاراتك وقدراتك، وتأكد أن كل جميل سيأتي لاحقًا. ما يهم ألَّا تتوقف، وشكرًا لكم.