لا حزن يكفي وجع فراق معلمي الكبير محمد الوعيل، ولا دمع يغسل لوعة رحيله، ولا نشيج يتحشرج في الصدر يخفف من حمل ذكراه، يا أيها المدثر بالعباءة السوداء فوق نعشك، أحقًّا عزمت على الرحيل؟
أيقظ الموت في داخلي حياة السنين الماضيات كأنها البارحة، شريطًا تختلط فيه الصور والأصوات، قصصًا وحكايا ذكريات كان “أبو نايف” بطلها وإن ترك النجومية لغيره، فارسها وإن أهدي خيله، عاش معاركها يطبب الجراح، ويعقد مجالس الصلح، كان الصبور الحليم النبيل.
لا رثاء يفي شجرة الحب والخير الوارفة، ولا وصف يحيط بمدرسة الخلق الرفيع، ولا يعزي في رحيل الرئيس الأخ الصديق، غير أن يبقى برغم الرحيل يقاسمنا الكلمات، ويوزع الابتسامات، ويشاركنا العبرات، يطوف حولنا كنورس، ويطعم أرواحنا من رحيق سجاياه وكريم خصاله.
الوعيل غرس فينا مفهومًا خاصًّا في القيادة “الرئيس الأخ الصديق”، كان يدفع ثمن ذلك من صحته وماله، ويعتبر أن تحمله نزق أو جهل أو عدم وفاء بعضهم، وحتى تعبه مع من أحبوه، مبدأ أخلاقي، لا تنازل عنه. وفي الحالين يتسلح في مواجهة ذلك بقلبه الكبير وصبره الذي لا حدود له، ومهارته في معرفة الناس وطباعهم، يضع سياجات تحمي العمل متى لزم الأمر، لكن بإصلاح الكسر، وتضميد الجراح لا بفتحها.
ما من أحد لم يجرب سحابة الفقد الرمادية الثقيلة التي ترزح على الصدر، ولا تطردها الزفرات أو تخففها العبرات، كم أود لو يهاتفني اليوم “أبو نايف “ ليقول إنه ينتظرني للخروج معًا، سأقول له بعد أن تبدأ خطانا تختلط بالسؤال والجواب، أوجعنا هذا الغياب يا أستاذ، سأسأله: كيف لذلك القلب الرهيف أن يقوى على حزن من ضمهم بين حناياه وعاش العمر من أجلهم؟، سأقول له: لو سمعت ما قيل أو قرأت ما كتب أو شاهدت الجموع أو لمست حرقة الدموع، لعلمت أن ما كنت تقوله دائمًا لنا كان صحيحًا، “أن تبقى ذكراك عظيمة طول العمر أهم من أن تشتريها، أو تتوهمها في عمرك القصير الذي تحياه”.
لا حزن أيها الرئيس الأخ الصديق يبدأ كبيرًا ثم يكبر إلا حزنك، ولا دموع تستدعيها الشوارع والكراسي والأماكن إلا من أجل أن لنا فيها ذكرى، فطب نفسًا حيث تبقى عند الرحمن الكريم وما عنده أبقى، سأظل مدينًا لك أن جعلتني أخًا وصديقًا.. إلى اللقاء يا ريس.
أيقظ الموت في داخلي حياة السنين الماضيات كأنها البارحة، شريطًا تختلط فيه الصور والأصوات، قصصًا وحكايا ذكريات كان “أبو نايف” بطلها وإن ترك النجومية لغيره، فارسها وإن أهدي خيله، عاش معاركها يطبب الجراح، ويعقد مجالس الصلح، كان الصبور الحليم النبيل.
لا رثاء يفي شجرة الحب والخير الوارفة، ولا وصف يحيط بمدرسة الخلق الرفيع، ولا يعزي في رحيل الرئيس الأخ الصديق، غير أن يبقى برغم الرحيل يقاسمنا الكلمات، ويوزع الابتسامات، ويشاركنا العبرات، يطوف حولنا كنورس، ويطعم أرواحنا من رحيق سجاياه وكريم خصاله.
الوعيل غرس فينا مفهومًا خاصًّا في القيادة “الرئيس الأخ الصديق”، كان يدفع ثمن ذلك من صحته وماله، ويعتبر أن تحمله نزق أو جهل أو عدم وفاء بعضهم، وحتى تعبه مع من أحبوه، مبدأ أخلاقي، لا تنازل عنه. وفي الحالين يتسلح في مواجهة ذلك بقلبه الكبير وصبره الذي لا حدود له، ومهارته في معرفة الناس وطباعهم، يضع سياجات تحمي العمل متى لزم الأمر، لكن بإصلاح الكسر، وتضميد الجراح لا بفتحها.
ما من أحد لم يجرب سحابة الفقد الرمادية الثقيلة التي ترزح على الصدر، ولا تطردها الزفرات أو تخففها العبرات، كم أود لو يهاتفني اليوم “أبو نايف “ ليقول إنه ينتظرني للخروج معًا، سأقول له بعد أن تبدأ خطانا تختلط بالسؤال والجواب، أوجعنا هذا الغياب يا أستاذ، سأسأله: كيف لذلك القلب الرهيف أن يقوى على حزن من ضمهم بين حناياه وعاش العمر من أجلهم؟، سأقول له: لو سمعت ما قيل أو قرأت ما كتب أو شاهدت الجموع أو لمست حرقة الدموع، لعلمت أن ما كنت تقوله دائمًا لنا كان صحيحًا، “أن تبقى ذكراك عظيمة طول العمر أهم من أن تشتريها، أو تتوهمها في عمرك القصير الذي تحياه”.
لا حزن أيها الرئيس الأخ الصديق يبدأ كبيرًا ثم يكبر إلا حزنك، ولا دموع تستدعيها الشوارع والكراسي والأماكن إلا من أجل أن لنا فيها ذكرى، فطب نفسًا حيث تبقى عند الرحمن الكريم وما عنده أبقى، سأظل مدينًا لك أن جعلتني أخًا وصديقًا.. إلى اللقاء يا ريس.