|


سعد المهدي
الطريق للمونديال.. الخارطة الزاد
2021-03-31
إلى مونديال 2018م تمت محاصرة لاعبي المنتخب السعودي بمطالبات غير متوافقة مع واقعه الكروي، فقد كان تصنيفه على مستوى العالم وقارة آسيا متأخرًا جدًا ولا يتوافق مع عدد مشاركاته في نهائيات كأس العالم أو سجله البطولي، وإذا كان هذا دور الجمهور فأين كان الإعلام الذي في أغلب ما يطرحه يعتقد أن المنتخب نادٍ منافس لناديه، ولماذا يتنبه المسؤول متأخرًا إلى أن جذر المنتخب في إستراتيجية اتحاد الكرة، وأن ما تبذره اليوم تحصده غدًا أو بعد غد.
وصول المنتخب إلى دور الـ16 في مشاركته الأولى 94م بعث رسالة خاطئة إلى الجمهور والإعلام لم يتم تصحيحها بعد، كما أن تغييب النقد البناء وإبراز الاحتفاء أعفى المسؤول من جدية التعاطي مع التطوير وزاد من حالة الإنكار، بحيث أصبح التعثر أو النتائج المخيبة سببها المدرب فتتم إقالته، أو قصص كواليس جرت في المعسكرات نسبت لها الخسائر، أو دخول لاعب أو خروجه من قائمة الاختيار، وكان يمكن لمثل هذه أن تكون على هامش أي نقاش، لو أنه في إطار أوسع من نتيجة لسبب.
في 98م مونديال فرنسا لعب للمنتخب أكثر من ستة من القائمة الأساسية في مونديال 94م، وكان يمكن أن يعول عليهم تكرار ما حققوه في المونديال السابق وليس على من بعدهم، لكن المنتخب خرج بنقطة واحدة، وبعدها في مونديال 2002م فقد النقطة من خلال ثلاث خسائر، ثم استعاد النقطة في مونديال 2006م، ثم عاد إلى ما قبل 94م إذ لم يتأهل لدورتين متواليتين، ما يجعل مشاركته في روسيا 2018م الأفضل بعد 94م لتحقيقه ثلاث نقاط من فوز واحد أمام مصر وخسارتين من روسيا والأورجواي.
كان يمكن أن نهتم بتوسيع قاعدة اللاعبين وتوفير المراكز والأكاديميات وتطوير كوادر التحكيم والتدريب، وزيادة عدد ملاعب التدريب في الأندية لتتوافر البيئة الصالحة لاستحداث دوريات البراعم والناشئين والشباب، وتمتين اللوائح وتطوير المسابقات. كان من المهم ألا ننتظر أكثر على الحوارات والتجاذب فيمن أفضل ومن الأسطورة ومن هو الجيل الذي نقف له احترامًا وذاك الذي خذلنا، وكان من الأجدى ألا نغرق في الماضي على حساب الحاضر والمستقبل.. خارطة الوصول وأمتعة الرحلة وزادها تتوافر اليوم أكثر من أي وقت مضى، فلنستثمرها حتى لا نكرر أخطاءنا جميعًا.