|


هيا الغامدي
أخضر - مرسول بارك - «يملأ العين»!
2021-04-02
عودة منتخبنا الوطني الأول إلى سكة الانتصارات العريضة على المستوى القاري والتصفيات عودةٌ مبهجة وعظيمة، وتبشِّر بمستقبل أجمل على الساحتين العالمية والقارية، مونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023. المنتخب السعودي قدَّم نفسه بصورة إيجابية رائعة.
كان منتخبًا “يملأ العين”، ويبهج الروح، ويسر الخاطر. منتخبٌ متكامل/ متجانس، لديه تنظيم وتكتيك. لديه تركيز وذهن متوقِّد. لديه تعاونٌ وجماعية وروح قتالية “جرينتا” على الرغم من الإضافات التي قدَّمها المدرب الفرنسي المبدع “هيرفي رينارد”، حيث استطاعت التفاعل بانسيابية مع لاعبي الخبرة، الذين قدَّموا عصارة سنوات الخبرة مع المنتخب بأهداف “أشكال وألوان” للشهراني، والشهري، والمولد، وسالم الدوسري، قائد الأخضر، في ليلة مرسول بارك الجميلة.
رأينا منتخبًا متكاملًا ومتجانسًا، يعمل برتم واحد، ونسق واحد. احترم المنتخب الفلسطيني الشقيق، وأعطاه حقه “فمَن يحترم يُحترم”. منتخبنا كان الأفضل، سيطرةً واستحواذًا، ولا خير في استحواذ بلا فاعلية وهدف، فما بالك بخمسة أهداف؟! لاعبو المنتخب السعودي قدَّموا أداءً يشكرون عليه. روحٌ إيجابية “وهَّاجة”، تمنيناها جميعًا، وظهرت وأشرقت، ونتمنى ألَّا تغيب. مرسول بارك، كان شاهدًا على أداء الأخضر الأفضل. على الرغم من مرور عامين، وقلة لعب مباريات تجريبية، أو استعداد مبكر، إلا أن المردود كان إيجابيًّا/ عظيمًا، وهذا يعود إلى براعة المدرب، وتعاون/ تكاتف اللاعبين، وحضور الجمهور “المحصَّن”، الذي وقف يدعم ويهتف ويرقص على أنغام السيمفونية الخضراء في جوٍّ، سادته الإجراءات الاحترازية، وعُدَّ “بروفة” حقيقية لعودة الحياة إلى طبيعتها عما قريب متى ما تكاتفنا، واستعنا بالله، واتبعنا التعليمات الوقائية، وتلقينا “اللقاح”، فهذا طريقنا للحياة الطبيعية، بإذن الله.
متفائلون، وبالمولى مستعينون. لدينا مدرب قدير، يضع هدفًا نصب عينيه، ويعمل على تحقيقه “التأهل إلى المونديال”، ولدينا قائمة متوازنة ومتناغمة من اللاعبين “خبرة/ شباب”، يعملون باتجاه واحد، ويد واحدة، وفي هذا الاطار أود الإشارة إلى ما نسمع ونرى من جوقة المتعصبين، الذين ظننا بأنهم “انقرضوا” اختفوا/ تلاشوا منذ زمن، بأن هذا المنتخب منتخب الهلال، لاعبو الهلال، حارس الأهلي، مهاجم الاتحاد، النصر....إلخ، هؤلاء لا يزالون يتكاثرون على حساب وحدة المنتخب وقوته واجتماعه. هؤلاء “سوسة”، تنخر في جسد المنتخب، فلنحاربها بكل الطرق. لاعبونا “إخوان” منذ انضمامهم إلى الأخضر. فريق واحد، لمنتخب الوطن انتماؤهم ولا غير. يفكرون تفكيرًا واحدًا، ويحلمون حلمًا واحدًا، بعيدا عن التفرقة والتجزئة.
طريق المونديال لا يزال فيه بقية، لذا لا يجب أن نستهين “بصغير” فالعيال كبرت، والمنتخبات تقدمت/ تطورت، ولا يجب أن نعظِّم من شأن “كبير”، فنحن بعون الله قادرون على تجاوز المرحلة بالتعاون والتكاتف “يد واحدة”.