|


هيا الغامدي
«مصير الحي يتلاقى»!
2021-04-04
يقول حكيم: “إذا أحببت اثنين في الوقت نفسه، فقم باختيار الثاني، لأنك إن كنت تحب الأول لما وقعت في حب الثاني”.
وقمة الحيرة أن تحتار “حب مين أكثر، مدريد/ ليفربول”، وهما في القلب معًا، لكنهما في ساحة المعركة خصمان لدودان. قمة الحيرة أن تحتار/ تختار مَن ذا الذي سيأخذ المقعد الأول في قلبك، ومَن سيكون في هيئة الخصم في موقعة كلُّ ما فيها عظيم وفخم، يجذبك حدَّ الحيرة والدهشة والتعب؟! على الرغم من أن شعور الفرح مضمونٌ، إلا أن إحساس الوجع سيبقى موجودًا بوجود الآخر!
مشاعر كثيرة تخالجني منذ إعلان قرعة الأبطال الأخيرة، ووقوع الليفر ضد الملكي من جديد بعد موسم 2018، أكثر الفرق جاذبيةً لي على مستوى المستديرة! إنه لشعور العينين في رأس، كلاهما مهمٌّ، كلاهما استراتيجي، تناغمها جميلٌ، أسلوب اللعب متفرِّد، والظروف متشابهة، وإن كان الليفر أسوأ محليًّا! في لقاءات الكبار، تعلم الفرق العظيمة أن اللقاء المفصلي “مفترق طريق” فإما... وإما، كما تدرك أنه ساحة قتال جديدة بدراما ودماء جديدة، فلا مكان لدى عظماء الكرة و”نبلائها” للثأر والضغينة، لا مكان لشرفاء الهدف والمقصد للذكريات الأليمة!
لقاء كييف أصبح ماضيًا، والماضي لا يعود، لكنه يتكرر بدروس جديدة. كرة القدم وُجِدت للحب والسلام والمتعة لا للثأر والضغينة والأحقاد. الكل يتحدث عن الثأر بين صلاح وراموس! لكن “فخر العرب” أكبر من أن يثأر في غير كرة القدم. صلاح شخص خلوق، ولديه وازع ديني، وعقلية احترافية. يعلم أن في كرة القدم مصادمات، يوم أبيض وآخر أسود. رد الوجع الوحيد/ الانتقام، هو العطاء في الملعب. قمة النجوم والفخامة والأضواء، الصدام الإنجليزي/ الإسباني أكبر من أي محاولات للنيل من نص الروح الرياضية، وجمال اللعبة المعروف عن الملكي والليفر. كلاهما يسعى إلى تعويض موسم أقل من المعتاد، بالذات الريدز، فبعد الخسائر المتتالية، يحتاج إلى الفوز ولا شيء غيره.
زيدان مصيره في إبريل معلَّق على “كف عفريت”، وهذا الشهر يمثل منعطفًا بالغ الأهمية في الليجا والأبطال. الأوراق مكشوفة، مدريد يعلم مَن هو الليفر، والليفر يعلم مَن هو مدريد، والساحة للجميع، والمعارك متوقعة. كلوب قادر على إحداث معجزة إنجليزية في هذا التوقيت أمام مدريد، وزيزو قادر على عمل مفاجأة غير متوقعة للريدز، كل شيء متوقع ومقبول إن كان الطرفان باهظي المتعة والنجومية. يقول فاران مدافع الملكي: “كلما ازدادت صعوبة التحدي، ازدادت متعتي به. أسلوب لعبي لا يقول إنني محارب، لكن أعترف بأنني أملك عقلية المحاربين”.