|




تركي السهلي
خطر الانقضاض
2021-04-05
بعيداً عن موجات التضليل وتهييج الرأي العام وبناء آراء متضاربة، وبعيداً أيضاً عن الطرح النقدي المُتجرّد، فإن الانقضاض على مكوّن مُحدّد أخطر بكثير من أي منهج وعامل رئيس في تنامي الغضب والاصطدام بالضدية وتنمية الغُبن وإيجاد مُبرّراته وإطالة أمده.
وفي حالة النصر البارحة الأولى في مباراته مع الفيصلي ظهرت على نحو واضح لحظة انقضاض متعدّدة الأطراف بعد الخروج من المباراة التي كانت تؤدي إلى نهائي كأس الملك.
والأسلوب الطاغي ذو الدوافع المختلفة تشكّل من خصوم الأصفر أولاً منذ زمن بعيد ثم تسلّل إلى البقية بهدف تفتيت التركيبة إلى أن وصل إلى بعض العناصر الصفراء، وسكن ذهنها دون أن تتنبّه، وأصبحت أسيرة له يحضر معها على نحو شرس في مرحلة الإخفاق.
والموضوع في أساسه دقيق، كونه يغزو بطريقة الطرق المتتالي والدؤوب كيلا يحدث نهوض وخلاص في أي فترة كانت. ومع قبول وتفهّم رغبة الخصم في إحداث الوهن إلَّا أنه لا يمكن قبوله في حالة الأنصار وأبناء الدائرة الواحدة.
وبالتمعّن، فإن الأدوات لا تغيب لحظات القيام بهجمة انقضاضية، ويمكن أن تكون من صُنّاع اللعبة أنفسهم كتحكيم أو غيره سواء كان ذلك طبيعياً أو لا، كما حدث في لقاء نصف النهائي الفائت حينما شكّلت الهزيمة بضربة جزاء غير صحيحة وبقرار تحكيمي خاطئ فرصة هائلة لاصطياد اللحظة وتضخيم تداعياتها.
والأمر لا يمكن قطع حباله إلَّا بخطة صدّ عظيمة تُبنى بذكاء شديد، وفيها تتعاضد أيادي الجسد الواحد وترتكز على إيقاع عمل شديد التناغم كبير الهدف كي يتم سدّ ما دأب الآخر على النفاذ منه ومنعه من الوصول إلى إحباط الأنفس المُتشاركة ذات اللون.
وبالأخذ للحالة النصراوية الراهنة فإن الفريق الأول لكرة القدم لم يكن يستحق الخروج من مسابقة كأس الملك بالطريقة التي تمّت، حتى وهو لم يقدّم أداء فنياً مُقنعاً، لأن خطأ التحكيم قفز على نتائج اللعب وأعطى الطرف الثاني باباً للارتقاء دون وجه حق، لكنّ البعض لم يلتفت لهذا كُلّه، كون نهش الانقضاض كان أكبر من تحمّل الأطراف وقدرتها على النظر الصائب.
إن طرد ألسنة التصغير ومنعها عن الارتفاع بأصوات التفتيت، وضرب الداخل، وفتح الجراح، تحتاج إلى وقفة دهاء وسنّ قانون داخلي شديد الصرامة يؤدي إلى معرفة المخارج والمداخل، وبناء جدار متين لا يقوى مُنقضّ على الدخول منه. إن وحدة الروح أكبر وأقوى بكثير من أي وحدة وهي الموجدة لقوّة العقل.