|


منصور ناصر الصويان
رمضان والرياضيون
2021-04-11
يمر جسم الإنسان بالعديد من الحلقات الزمنية على شكل دورات متنوعة تطول أو تقصر وهذا ما يسمى بالإيقاع الحيوي للجسم. وهذه الدورات أو الحلقات الزمنية المختلفة تجعل الوظائف الحيوية بالجسم تمر بموجاتٍ من التذبذب بين الارتفاع والانخفاض، كما أن نشاط الهرمونات يخضع إلى الإيقاع الحيوي سواءً اليومي أو الأقل من اليومي وهذا بدوره ينعكس على نشاط الإنسان العام. وتعدّ دورة النوم واليقظة من أشهر دورات الإيقاع الحيوي التي تتأثر بدورة الضوء والظلام أو النهار والليل.
ومن المعلوم أن الرياضيين قد يتميزون عن غيرهم من الأفراد بانتظام نمط الحياة اليومي، ولذا فإن تأثير التغييرات التي تطرأ على الإيقاع الحيوي اليومي بالنسبة لهم سوف يكون أكبر من خلال اختلال دورات النوم واليقظة أو الدورات البدنية أو الذهنية أو حتى العاطفية وغيرها من الدورات التي يمر بها الجسم خلال اليوم.
خلال الفترات القصيرة الماضية مرت الأنشطة الرياضية والمنافسات بالعديد من الصعوبات التي جاء في مقدمتها جائحة فيروس كورونا التي كان لها التأثير الكبير على عمليات التدريب وتكيف الرياضيين مع التدريب والمنافسة وبالنتيجة أثرت في مستوى الأداء والإنجاز. ونحن المسلمين نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي له خصوصيته من ناحية العبادة أو من ناحية سلوك الحياة اليومي. ومع استمرار الكثير من المنافسات الرياضية والأنشطة خلال الشهر الكريم فإنه لا بد للرياضيين، خاصةً لاعبي كرة القدم في دوري الأمير محمد بن سلمان ودوري الأولى وغيرهما من الاستعداد المبكر لمواجهة مثل هذه التغييرات أو على الأقل التخفيف من آثارها في الحالة العامة للجسم وسوف يحتاج الرياضيون إلى عملية جديدة لضبط الإيقاع الحيوي خاصةً مع حلول دورة شهر رمضان المبارك التي سوف تتغير فيها بعض الإيقاعات مثل “الفترة القصيرة، اليومي، الأسبوعي، الشهري... وغيرها” والتي ستتأثر منها بعض الوظائف الحيوية للجسم.
من المهم للرياضيين التعوّد على أوقات الوجبات الجديدة وكذلك توقيت التدريبات الذي سيتغير خلال الشهر وبالتالي تعيين أوقات جديدة للاسترداد والراحة. وتشير دراسات محدودة في هذا الشأن إلى أنه يمكن أن يؤدي التخطيط والتنفيذ المبكر لإستراتيجيات الأكل والنوم المعقولة إلى التخفيف بشكل كبيرٍ من اضطرابات التدريب والقدرة على المنافسة وهذا يسمح للرياضيين بالحفاظ على طاقتهم وقدراتهم والأداء بمستوى عالٍ أثناء فترات الشهر الكريم بعيدًا عن الإرهاق والتعب.