|


بدر السعيد
الشامخ الذي حرك أركان الكرة..!!
2021-04-25
لم يكن الأسبوع الماضي عادياً أو عابراً في عمر وتاريخ كرة القدم المتحضرة عالمياً بعد أن أطلق عملاق الكرة في أوروبا “فلورينتينو بيريز” فكرته المجنونة بكل ما يحمله الجنون من معانٍ ومفاهيم إيجابية. حصل هذا الأمر بدون سابق إنذار بعد أن أطلق “الحوت” فكرة إشهار “السوبرليج الأوروبي” كواحدة من أقوى أفكار ومبادرات ونقلات كرة القدم الحديثة التي يتدخل المال في مفاصلها، ويساهم بطريقة مباشرة في الرفع من شأنها أو العكس!
شخصياً لم أكن متعجباً أو مستغرباً تلك المبادرة بكل ما تحمله من تغيير وجرأة وعمق وأبعاد وتبعات، ذلك أن صاحبها هو الرجل الذي طالما رأيت فيه الفكر المتحضر في قراءة وإدارة كرة القدم، كيف لا وهو يدير باقتدار زعيم أندية العالم قاطبة، “ريال مدريد” الإسباني، الذي كان ولا يزال يمثل النموذج الأنجح كماً وكيفاً لهوية البطل العالمي الكبير في مختلف المنافسات الكروية هنا وهناك.
لم تكن الفكرة غريبة من حيث المبدأ، لكنها كانت جريئة جداً في أسلوب طرحها وتقديمها بالشكل الذي أظهره “الشامخ بيريز” للعالم بكل وضوح وشفافية، مفنداً أسباب توجهاته التي يرى فيها أن الأندية الأكثر تأثيراً حول العالم لا تأخذ نصيبها المادي المناسب في الوقت الذي تقوم فيه تلك الأندية بصناعة الفارق الفني والمالي الكبير لمنظمات الكرة حول العالم، وأعني بذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، بكل ما يملكانه من قيمة وتأثير وقرار نافذ وحاسم.
أطلق القائد “فلورينتينو بيريز” فكرته القوية بكل تجرد ووضوح رغم يقينه أن ذلك الوضوح سيؤثر سلباً على توازن وشخصية الاتحادين الدولي والأوروبي على حدٍ سواء، إلا أنه راهن كثيراً على حلفائه الإسبان سواء جاره أتليتيكو أو غريمه التقليدي الكاتالوني “برشلونة”، واللذين أظهرا شرفاً كبيراً في المنافسة وهما يقفان مع المصالح العامة التي يسعى لها “بيريز”، بل ويقفان معها موقف الشريك بعيداً عن التفاصيل الصغيرة للمنافسة “المؤقتة” داخل الملعب، وتلك بلا شك صورة احترافية أظهرها الإسبان بكل شجاعة وثقة.
لا أعلم ما هو مستقبل الفكرة التي قدمها الرئيس “بيريز”، لكنني أدرك يقيناً أن تأثيرها قد بدأ بالفعل ولن يتوقف عند هذا الحد، ويكفي من تأثيرها “اللحظي” أنها كانت سبباً مباشراً في إعادة الحسابات ومراجعة قراءة المشهد من قبل كبرى منظمات كرة القدم في العالم وأنديتها.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..