|


منصور ناصر الصويان
الاسترداد والصيام
2021-04-25
يخوض لاعبو كرة القدم المسلمون العديد من المنافسات المقررة خلال فترة شهر رمضان المبارك والتي تمتد حوالي 29 إلى 30 يومًا تكون فيها التدريبات والمباريات في ساعات الليل غالبًا. وكما هو معلوم في علم التدريب الحديث فإن الاسترداد والتعويض بعد الجهد البدني المرتفع أصبح عنصرًا حاسمًا في الأداء، لذا من المهم تحديد إذا ما كان للصوم أي آثار قد تُحجم عملية الاسترداد خاصةً بالنسبة إلى لاعبي كرة القدم المسلمين بسبب مشاركاتهم المكثفة سواءً على مستوى الهواة أو المحترفين.
ونظرًا لأن اللاعبين يمتنعون عن تناول الطعام والشراب خلال ساعات النهار فإنهم سوف يتناولون المغذيات والمشروبات خلال ساعات الليل أيضًا، مما يؤدي في الغالب إلى تقليل الوجبات إلى وجبتين في الليلة تقريبًا حيث إن هناك وجبة الإفطار المبكرة ووجبة السحورالمتأخرة في المساء كوجبتين رئيستين. وعلاوة على ذلك من المحتمل أيضًا تقليل مدة النوم ليلًا ما بين 3-4 ساعات في المتوسط. بالنتيجة قد تؤثر هذه التغييرات المشار إليها سابقًا في الشرب والأكل وأنماط النوم واحتياطيات الجليكوجين على عمليات الاسترداد بعد المباريات التنافسية للاعبي كرة القدم. وفي الواقع، فإن عملية الاسترداد المهمة بعد التعب تعتمد على العديد من العوامل المربكة والمتغيرة مثل حجم التعب البدني والذهني الناجم عن المباراة، والحالة البدنية، وحالة الطقس، والتروية والجفاف... وغيرها من العوامل الأخرى الرئيسة التي تؤثر في الاسترداد بعد مباراة كرة القدم. هذه التغييرات الإضافية في نمط الحياة اليومية خلال شهر الصوم يجب وضعها في الاعتبار عند التخطيط لدورات التدريب المختلفة. كما أنه من المهم للمدربين والقائمين على التدريب القيام بشكلٍ روتيني بجمع الملاحظات من اللاعبين حول العوامل التي قد تؤثر في أدائهم الذهني والبدني وهذا يشمل النظام الغذائي، والترطيب، والنوم، وحمل التدريب، والاسترداد، والدافعية وغيرها.
تشير الأدبيات المتاحة إلى أنه عند تزويد لاعبي كرة القدم بنظام غذائي كافٍ مع الترطيب الملائم والنوم والراحة المناسبين خلال فترات الليل، فهذا سوف يمكّنهم من المحافظة على أدائهم طالما يتم الحفاظ أيضًا على عبء التدريب ومكوناته من جانب المدرب. كما تشير أيضًا إلى أن قدرة الرياضيين الفردية على التكيف مع التغيرات خلال شهر رمضان هي عامل رئيس في الأداء والاسترداد.