الممثل المصري يرفض الذقن الاصطناعي ويكشف تحديات المسلسل
لطفي: رمزي.. مزيج إرهابي
“القاهرة كابول” كالحجر الذي ألقي في الماء الراكد.. تخطى الحدود وناقش قضية الإرهاب.. فعن المسلسل وما أحدثه من ردود فعل على المستوى المحلي والعالمي كان حوارنا مع بطل المسلسل طارق لطفي، الممثل المصري، حول أهمية ما يقدم وهل توقع ردود الفعل التي تخطت حدود الوطن العربي، وهل يرى أن هذا هو الوقت المناسب لطرح مثل هذه القضايا.. والعديد من الموضوعات كانت محور حديثنا معه:
01
هل توقعت ردود الفعل التي تخطت حدود الوطن العربي؟
الحقيقة كان هناك توقع بألا يمر المسلسل مرور الكرام للكثير من الأسباب، فالعمل جمع توقيع عدد كبير من النجوم في الكتابة والإخراج والتمثيل، ففريق الممثلين كانت لديهم قدرات فنية غير عادية، وبذلوا جهودًا ضخمة بشأن خروج العمل بشكلٍ احترافي، لذلك كان هناك تنبؤ بأن يحدث الحد الأدنى من النجاح، لكنَّ ما حدث فاق توقعات الجميع.
02
العمل يحاكي الواقع ويطرح قضية قياداتها معروفة بالاسم فمن أين أتى بشخصية “رمزي”؟
الحقيقة أن عبد الرحيم كمال، المؤلف، استخدم اسم رمزي كرمز بمعنى أن هذه الشخصية هي مزيج لكل قيادات رموز الإرهاب في العالم التي قرأنا عنها، فكنت سعيدا ومتحمسا عند قراءتها، فهو مزيج أسامة بن لادن والبغدادي والكثير من قيادات هذه التنظيمات.
03
كيف رأيت “القاهرة ـ كابول” عند عرضه عليك؟
عمل توافرت له كل أسباب النجاح بداية من عبد الرحيم كمال، الكاتب، وحسام علي، المخرج، وممثلين نجوم كبار وقضية مهمة وملحة وضرورة وشركة إنتاج تقف وراء العمل بكل إمكانياتها، وحتى عندما تواصلنا مع السفير المصري في دولة أفغانستان وعلم بفكرة المسلسل قدم لنا الكثير من المساعدات لإخراج العمل بأفضل شكل ممكن ويطابق الواقع إلى حدٍ كبير.
04
رأى الكثير من النقاد والقائمين على الحركة الفنية أن طارق لطفي تفوق على نفسه بارتداء شخصية رمزي.. كيف كان ذلك؟
أسعدني هذا، ومن خلالكم أحب أن أشكرهم جميعا على اهتمامهم ومتابعتهم للعمل. الحقيقة شخصية رمزي كما سبق وذكرت جمعت أكثر من شخصية من رموز الإرهاب وللأسف هؤلاء الأشخاص لا تتوافر حولهم مادة كثيرة على شبكة الإنترنت، لذلك جمعت كل ما كتب عنهم وقمت بدراسته بعناية شديدة ووضعت الخطوط العريضة للشخصية ومن خلال مناقشاتي الكثيرة مع المؤلف والمخرج قمت برسم تفاصيل الشخصية ومفرداتها واتفقنا عليها، وكنت خائفا ومرعوبا في الحقيقة لأنني عندما شاهدت المواد الموجودة لقيادات هذه الجماعات على الإنترنت وجدتهم يتمتعون بثبات انفعالي وهدوء غير عادي وعنف داخلي شديد ظاهر في أعينهم، فكانت تركيبة رمزي صعبة، فكيف أصل إلى هذه المرحلة من العنف والقسوة المغطى بهذا الهدوء والثبات، كان هذا هو التحدي الأكبر والحمد لله.
05
ما صحة أن نسخة السيناريو تغيرت عدة مرات؟
صحيح فأثناء فترة توقف التصوير بسبب أزمة كورونا استغل عبد الرحيم كمال، الكاتب، هذا الوقت لإدخال بعض التعديلات، وبالتالي كنت في حالة مذاكرة وتعايش تام مع رمزي طوال هذه الفترة.
06
وكيف حافظت على شكل الشخصية خاصة وأنك رفضت استخدام ذقن اصطناعي؟
بالفعل جلست عامًا ونصف العام تقريبًا بذقني، لأنها “راكور الشخصية”، وهو ما كلفني الاعتذار عن بعض الأعمال الفنية التي عرضت عليَّ خلال تلك الفترة.
07
من منطلق أنك بطل العمل هل تدخلت في اختيار الفنانين المشاركين؟
لم أتدخل طبعا في اختيار أي من النجوم المشاركين، أنا أعرف حدود مهنتي ووظيفتي، ما يمكن أن يحدث أن يؤخذ برأيي بشكل استشاري فأقول رأيي وبصراحة، لكن لم أتدخل أو حتى أشارك في الاختيار، لأنها وظيفة المخرج بمساعدة الكاتب وجهة الإنتاج هم فقط أصحاب الحق في اختيار الفنانين المشاركين.
09
هل ترى أن هذا هو الوقت المناسب لكشف النقاب عن الوجه الحقيقي للإرهاب؟
بالفعل، فهذا هو الوقت المناسب، فالأعوام الماضية عاش المجتمع الدولي أيامًا مؤلمة رأينا جميعًا الوجه الحقيقي لهم من حيث العنف وعدم الفهم، فالقاهرة ـ كابول هو ضرورة اليوم لفضح الأفكار السوداوية الدامية التي تكمن وراء هذه الجماعات، ولا بد ألا نقف عند “القاهرة ـ كابول”، فنأمل أن نجد أعمالًا عديدة أخرى تفضح هذه الأفكار وتبين مدى دمويتها.
10
يتردد أن “القاهرة ـ كابول” سيكون له جزء ثان.. ما صحة ذلك؟
غير صحيح، فنحن الآن نجني ثمار مجهود أكثر من عام ونصف العام من إعداد وتصوير العمل، ولم يتحدث أحد في جزء ثانٍ حتى الآن.
11
المشاهد الجبلية لمرحلة الخلافة هل كانت بجبال كابول؟
لا، فقد قمنا بتصويرها داخل مصر في منطقة الغردقة وسفاجا ودهب والبحر الأحمر، فبلادنا ما زالت فيها كنوز وأماكن لا نعلم عنها شيئًا، فالغردقة وشرم الشيخ من الأماكن المفضلة بالنسبة لي، وأسافر إليها كثيرًا لكن لم أتوقع أن الجبال ما زالت تحمل عمقًا وجمالًا لا يعلم عنه أحد شيئًا.
12
كيف ترى المنافسة هذا العام في دراما رمضان مع وجود كل هؤلاء النجوم؟
المنافسة هذا العام رائعة وفي صالح الصناعة والريادة والجمهور، وأتمنى العام المقبل أن يحمل توقيع كل هؤلاء النجوم والنجوم الذين غابوا عنا رمضان 2021، فهناك الكثير من الأسماء التي نفخر بأنهم أحد أهم رموز الفن المصري، وأتمنى أن نلفظ قريبا بعض الأسماء التي لا تشبه أخلاقنا ولا الفن الذي نحب أن نقدمه.
13
موضوع “القاهرة ـ كابول” كشف النقاب عن أدق تفاصيل الجماعات الإرهابية ألم تشعر بالقلق من حقل الألغام الذي دخلته؟
ربما شعرت بالقلق الإنساني كأي إنسان يقدم على خطوة كهذه، لكن كان دائما إيماني الراسخ أن أكثر شيء يمكن أن يحدث هو تنفيذ إرادة الله، وكما جاء في الحديث القدسي “يا ابن آدم لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف”، فهذا الحديث يشعرني بالاطمئنان.