|


بعد 20 عام.. سيناريو «النخبة» يعيد الهلال آسيويا

الرياض - إبراهيم الحمدان 2021.05.01 | 04:57 am

بينما تشير ساعة الحكم إلى الدقيقة الثالثة بعد التسعين، يهدر البرازيلي رينالدو كرة من علامة الجزاء، ليتعادل النصر ويخسر البطولة، 20 عاماً بعد ذلك، يتكرر شيئاً من مشهد أصبح في رف أشهر الذكريات، 93 دقيقة تمضي، وهيثم عسيري يخطئ الشباك ثم يتعادل الأهلي ويغادر البطولة.
في المشهدين، دبت الأفراح داخل البيت الهلالي، بإعلانه بطلاً في المرة الأولى، ومروره إلى المرحلة التالية في الثانية بعد سلسلة من الأحدث.
هكذا جرت الأمور خلال اللحظات الأخيرة من دوري أبطال آسيا 2021، عندما احتاج الهلال إلى خدمة من طرفين عليهما أن يقدما له تعادلاً أشبه بصعقة كهربائية تنعشه من غيبوبة أسقطته على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الملز بعد خسارته من شباب الأهلي الإماراتي.
حظوظ الأزرق تقتضي ألا ينتصر الأهلي أو الدحيل في مباراتهما، وكأنهما يتنازلان عن فرصتهما في العبور سوياً، إلا أنهما دخلا في معركة كروية طاحنة، تكاثرت فيها الكرات الضائعة، وسط أداء بطولي خارق للحارسين، لتتسابق الدقائق، بين تقدم للقطري، وتعديل للمضيف، قبل أن يدوي صوت صافرة الحكم محققة ما تمناه كل هلالي، لقد تعادل الأهلي والدحيل، واستعاد الهلال نبضاً أوشك على التوقف ، متأهلاً رفقة آلام تكفل بها لقاح رديف الجوهرة.
2000 كيلو متراً بين درة العروس حيث الأهلي والدحيل في 2021، واللاذقية في عام 2001، والموقع هناك في ملعب الجيش السوري الذي يحتضن مواجهة حاسمة مع النصر السعودي، في بطولة أندية النخبة العربية، المشارك فيها أيضاً الهلال السعودي، والصفاقسي التونسي، وهي التي كانت شاهداً على آخر مواجهات ديربي الرياض خارجياً، وانتهت حينها (1-1) في البطولة المجمعة.
حصد الهلال 5 نقاط، بعد أن خاض 3 مباريات في المسابقة، وهو الرقم الذي يكمل به كل فريق مشاركته، وبقي النصر والجيش بمباراتين و4 نقاط، ونزال مصيري يجمعهما، عنوانه الفوز لأحدهما ونيل الذهب.
انطلقت المباراة وسط عاصفة جماهيرية، صحبها حوار كروي ملتهب، بأربعة أهداف نصفها للضيف والآخر للمضيف، وفي الدقيقة (93)، ركلة جزاء للنصر، يتقدم لها ابن السامبا رينالدو المحترف آنذاك، ولكنه يرسلها في المكان الذي اختاره الحارس، لتضيع الكرة، ومعها الحلم الأصفر.
عم الصمت المكان بعد ذلك، وسط صدمة نصراوية جمدت اللاعبين متأثرين بالجزائية، ومدرجات لم يغادرها الأنصار من ذهول ما فاتهم، أما الأفراح فانفجرت في المعسكر الهلالي، وعندها كان أفراده يأخذون أماكنهم في الحافلة للتوجه إلى المطار استعدادا للعودة إلى العاصمة ونسيان ألم التفريط، ولكنهم عادوا بلقبها أبطالاً على كل العرب.
في الـ13 من سبتمر المقبل، سيستأنف الهلال رحلته الآسيوية، آملاً أن يكمل مسار مصادفة الـ20 عاماً، ويعانق اللقب القاري مجدداً بعد أن ظن الكثيرون أنه غادر بالفعل، في واحدة من أكثر مشاركاته تواضعاً إذ تلقى خسارتين في دور المجموعات، واستقبلت شباكه 9 أهداف.
الأزرق العاصمي المتوج 2019 بالبطولة القارية، سيتسنى له أن يلتقط أنفاسه آسيوياً بعد التأهل السينمائي، حيث يلعب مباراته في ثمن النهائي ضد الاستقلال الإيراني منتصف سبتمبر المقبل، كما سيحق له استبدال أجانبه، وتعديل قائمته.