|


سعد المهدي
نعم كرة القدم تلعب بنا
2021-05-09
حال أندية الدوري هذا الموسم أكبر اختبار للنقاد وجمهور كرة القدم في العالم، ونسبة النجاح مخيبة، والناجون من الفشل ليس لأنهم أكثر معرفة بأسرار اللعبة وفهمًا لألاعيبها، بل الأكثر إيمانًا بفلسفتها والصبر على تقلباتها.
الشباب تلقّى خسارة موجعة من الهلال في سباقهما نحو الحصول على اللقب، النتيجة العريضة 1ـ5 واحدة من نتائج مباريات كل الدوريات في زمن كورونا، وتلقَّاها البايرن الذي توّج باللقب، وفي دوريات أوروبا حصل نفس الشيء، الأندية الكبيرة قد تخسر بنتائج كبيرة، لكن بما يُعد بالمفاجأة إلا في ظروف الجائحة.
من لم يخسر بسوء الأداء أو الطالع أو القرارات التحكيمية الخاطئة خسر بغيرها، الأسباب تتعدد والخسارة واحدة، كتب أحدهم “إن كرة القدم لعبة ليست كاملة”، من وحي ما قاله الفيلسوف أرسطو “الشيء الكامل هو ما له بداية ووسط ونهاية”، ومن ذلك رأى كاتب “كرة القدم بين الفلسفة والمنطق” في منتديات “كورة”، استنادًا على ذلك “إن عظمة كرة القدم تكمن في عدم كمالها”.
يبدو أن جائحة كورونا أرادت أن نشاهد كرة القدم من غير “فلتر” ولا محسنات، اللاعب عندما يفقد التحضير البدني والإعداد الفني والنفسي، والمدير الفني حين لا يستطيع أداء عمله من الألف إلى الياء، والخزينة المالية وقد خلت إلا من الأماني والوعود، والمدرجات الفارغة من المتفرجين، والاحترازات الصحية التي تلف الأجواء بالخوف والحذر، وكيف أن البحث بعد ذلك كله عن كرة القدم التي نعرفها إنما ضرب من الجنون.
الهلال أمام طريقين أحدهما يؤدي إلى اللقب، ولم تتحين فرصة خلال جولات الدوري أكثر من الأربع المقبلات أفضل منها في أن يتحقق عن طريقها الدفاع عن لقبه، لكن الفوز على الباطن الجولة المقبلة أهمها، حيث سيواجه بعد ذلك الأهلي والتعاون والفيصلي، بينما الشباب وإن خسر الإمساك بزمام المبادرة يمكنه الضغط على الهلال حتى آخر الجولات بشرط أن يتحرر من تبعات خسارته الثقيلة وتداعياتها.
كرة القدم هزمت المتنطعين الذين يعتقدون أنهم أعلم بشؤونها فتفننوا في التنظير، وبالغوا في الفهم حتى كادوا أن يقنعوا الرأي العام أن هذا النادي أفلس، وذاك اللاعب يخطو في الملعب بدعاء الوالدين، وهذا الرئيس عليه أن يرحل، والمدرب أقل من مستوى النادي... ميزة كرة القدم أنها تلعب بنا ونحن نعتقد أننا نلعب بها.