|


بدر السعيد
اشتياق بلا حدود..!
2021-05-16
منذ أن تعرض العالم إلى “جائحة كورونا” والجميع يعاني آثارها السلبية بلا استثناء وعلى جميع الأصعدة ماليًا وسياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا، بل وعلى كل مناحي الحياة ومظاهرها التقليدية التي تعرضت إلى تغيير اضطراري بخيارات محدودة أو معدومة في بعضها..!
أما على الجانب الاجتماعي فقد كان الأثر معنويًا أكثر من كونه ماديًا على اعتبار أن الإنسان يميل بطبعه إلى المخالطة والتجمع والالتقاء بغيره من البشر ليشاركهم اللحظة بحلوها ومرها.. إلا أن ذلك الجانب أصبح هو الآخر في مقدمة قائمة المحظورات التي فرضتها الإجراءات الاحترازية في مواجهة الجائحة.
مضى عام وأكثر على وجود الزائر الثقيل “كورونا” في محيطنا إلا أن القيود باتت أقل شدة وصرامة عطفًا على التوجهات العالمية التي أوصت بتحصين البشر باللقاح اللازم في وجه الفيروس وهو الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على تخفيف القيود لدرجة باتت معها مظاهر الحياة تعود من جديد تدريجيًا.. ومع عودة مظاهر الحياة ستعود مشاركة اللحظات الواقعية جسديًا بعد أن سئمنا من عبارة “عن بعد”..!
حين تعود الحياة إلى طبيعتها فإن الرياضة هي الأخرى تعود إلى طبيعتها وهذا ما ستشهده الجولة المقبلة إذ ستكون ملاعبنا على موعد مع العشاق وستشهد مبارياتها تنهيدة المدرجات فرحًا بعودة الحياة لها وستشهد أجواء المباريات أجمل نسائمها بوجود أكسيرها الذي يملأ رئتيها بالحياة ويعيد النبض إلى قلبها حين يعود الشركاء إلى مكانهم الطبيعي في المدرج فلا يفصلهم عن العشق أي فاصل ولا يحجبهم عن معشوقتهم أي حجاب.
كنا نسمع لزمن طويل أن الجماهير هي “ملح البطولات” لكن أحكام “كورونا” القاسية جعلتني أختلف قليلًا مع تلك المقولة؛ فالجماهير هي أهم مقادير البطولات وليست ملحها فحسب.. الجماهير التي تعطي الانعكاس “الحقيقي” والواقعي لحالة فريقها داخل الملعب بكل تجرد وعفوية وشفافية.. الجماهير التي تشحذ همم جنودها داخل الميدان.. الجماهير التي ترفع من قيمة المنتج الكروي لكل معلن ومسوق.. الجماهير التي تحضر فتحضر معها حالة الرضا على محيا المسؤول.. الجماهير هي الترجمة الصادقة لحال فريقها.
شكرًا لقيادتنا الحكيمة على جميع القرارات التي حافظت على سلامة البشر.. وشكرًا لها على تأمين سبل العودة إلى الحياة.. وشكرًا لمسؤولي الرياضة على اهتمامهم وحرصهم وتحضيراتهم لهذه اللحظة المرتقبة.. بقي دورك أنت فإذا لم تكن قد أخذت اللقاح فأنت تسبح في الاتجاه المعاكس للعودة الطبيعية للحياة..!!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..