|


منصور ناصر الصويان
الموديل السعودي
2021-05-17
أصبح اكتشاف المواهب الرياضية قضية مهمة. ومع ذلك، فإن اختيار ورعاية الرياضيين الموهوبين ليسا بالأمر السهل ولا يعتمدان على عاملٍ واحد بل على عدد من العوامل الجسدية والفسيولوجية والنفسية والمعرفية والاجتماعية المترابطة، إضافةً إلى كمية الممارسة والمهارات والقدرات الإدراكية والتكتيكية المهمة في هذا السياق.
معظم البلدان حول العالم تبحث عن الأفراد الموهوبين رياضيًا من أجل تطوير نخبة الرياضيين. ومن ثم، هناك حاجة دائمة إلى تحديد ورعاية نخبة الأداء في المستقبل للحصول على نتائج في المنافسات عالية المستوى. وتتطلع كل دولة إلى أن تمتلك رياضيين قادرين على الأداء في أعلى مستوى من المنافسة كالأولمبياد والمنافسات القارية وغيرها، لذا فإن فهم عملية تطوير النخبة عنصر أساسي لتحقيق نتائج إيجابية في أي ميدان من ميادين الرياضة التنافسية.
وبنظرة واقعية على المستوى العالمي فإنه من الصعب التنافس مع الدول العملاقة والمتقدمة في هذا المجال مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة من دون وجود الموديل الرياضي الخاص لاكتشاف الموهبة الرياضية وتطويرها أو ما يسمى بالتطوير بعيد المدى Long term development(LTD).
وما زلت أؤكد على أهمية اكتشاف المواهب في المدارس الابتدائية كخطوة أولى يجب اتخاذها، إذ يتمتع الأطفال في هذه المرحلة بالكثير من المزايا المتنوعة لممارسة الرياضة؛ فبعضهم مهتم بالمنافسة وبعضهم الآخر مهتم بالمتعة وآخرون يؤمنون بفرص الوصول لمستويات أعلى. ومهما كان الدافع الأساسي للممارسة فإنه يمكن مزج ذلك التنوع للخروج بموديل رياضي خاص برياضتنا المحلية واكتشاف المواهب مبكرًا.
الطريق من المبتدئين إلى البطل الرياضي طويل ولا يمكن التنبؤ به. لذلك، يعد اختيار رياضة تناسب خصائص الصغار الفردية أمرًا ضروريًا للأطفال لإبقائهم مشاركين في الرياضة وحمايتهم من التسرب وفقدان الرياضيين الموهوبين، عند اختيار الرياضيين ذوي الإمكانات العالية وكيف يمكن تقليل تكلفة تنمية المواهب دون فقدانهم؟ بعض الدراسات أشارت إلى أن صغر حجم القاعدة البشرية للاختيار ليس سيئًا في كل الأحوال فهو في الوقت ذاته يقلل من مخاطر فقدان الموهبة. كما أن وضع معايير متعددة الجوانب عبارة عن بطارية اختبار عامة “إنثربومترية، بدنية، فسيولوجية، مهارية، نفسية، ...إلخ” مصممة لتقديم المشورة عند اختيار الأطفال في الرياضة الخاصة بهم. هذه البطارية تتميز بجودة خاصة وعالية تدعم اكتشاف المواهب وتوجيهم، كما أنها تعزز مختلف بطاريات الاختبار المشتقة لتحديد المواهب وتتماشى مع خطة التدريب طويلة المدى التي تمت الإشارة إليها آنفًا. في المحصلة نحتاج إلى مثل هذا التوجه في ظِل الدعم الذي ما برحت الدولة تقدمه للرياضة وبسخاء.