ـ مقال اليوم عن بعض الأخبار الجديدة من العالم الذي نعيش فيه. الجيد في بعضها أنها قد تجعل ما تشكو منه أمرًا صغيرًا جدًّا أمامها، خاصةً إذا ما كنت تشكو من قُصُورٍ مالي، وهو ما سأبدأ به.
تخيَّل أن تشتري ورقة يا نصيب آملًا بالفوز، صحيحٌ أن نسبة فوز بطاقتك ضئيل جدًّا، وتحتاج إلى وقوف كل حظوظ الدنيا إلى جانبك، لكنه احتمالٌ حقيقي في لغة الأرقام. أمريكية من ولاية كاليفورنيا لبَّت الحظوظ نداءها، وفازت باليانصيب، لكن بعض هذه الحظوظ مترددة مثل البشر، قلوبها معك وعقولها مع غيرك، لأن المرأة الفائزة نسيت بطاقتها في “بنطلونها”، وقامت بغسله والبطاقة في جيبه، فتمزقت البطاقة، واختفت أرقامها. حاول مدير المتجر الذي اشترت منه البطاقة مساعدتها، وأرسل نسخة من الفيديو المسجل أثناء شرائها البطاقة إلى مكتب دائرة اليانصيب، وما زال فوز المرأة معلقًا إلى هذه اللحظة، ومنذ أيام وهي تعيش في عوالم عدة من الاحتمالات، بأن توافق دائرة اليانصيب وتعطيها 26 مليون دولار، أو أن ترفض وتخسر المبلغ الذي لن تجمعه من راتبها حتى لو عملت ألف عام. يقال والله أعلم إن معاملة زوجها لها تغيَّرت، وصار يخرج صباحًا ليحضر لها وردة حمراء، ويعد طعام الفطور بنفسه، وصار صوته هادئًا، ويحرص على أن يكون أنيقًا، ولم يعد يغادر المنزل إلا للضرورة. لن ألوم زوجها على تبدُّل تصرفاته وظهوره بوصفه شخصًا “مصلحجيًّا”، نسبة إلى ذوي المصالح، فالمال له سحر عجيب، وقد يكون متعاطفًا مع زوجته على خذلان الحظ وإرباكه لها، وإن كان تبدُّل أحواله غايته المصلحة فعلًا، فليفعل ما يفعله لزوجته وأم أبنائه خير من أن يفعله لمديره في العمل.
ـ كتاب صدر حديثًا عن حياة ألفريد هيتشكوك، وهيتشكوك للجيل الجديد هو مَن أرعب أمريكا والعالم بـ 53 فيلمًا من الرعب المخيف، وهو رائد هذا الفن ومدرسته الأولى. يكشف الكتاب أمرًا مناقضًا للصورة الذهنية التي انطبعت في عقولنا عن هيتشكوك، وهو أنه يحب الرعب وصناعة الخوف، إذ إن الكتاب يقول إنه كان “خوَّافًا” جدًّا في حياته، ومرعوبًا بشكل دائم، وأن كل أفلامه محاولةٌ منه لإخراج مشاعر الخوف المكبوتة التي تسكن أعماقه. وفي الكتاب مقولات وآراء لهيتشكوك لم نكن نعرف عنها لكنها تؤكد حقيقة خوفه ورعبه المستمر: “لا وجود لمكان آمن”. كما أنه كان يخشى من الموت قتلًا “الحياة بأكملها مسلسل قتل”. هكذا إذًا يا سيد هيتشكوك، كل ما كنت تفعله هو إشراكنا في خوفك، وأن تقتسم معنا هذا الرعب الذي يسكنك، أي أن تزيل شيئًا من الخوف في قلبك وتضعه في قلوبنا، ولكي تفعّل المثل الشعبي “حشرٍ مع الجماعة عيد”. يبقى أن هيتشكوك عبَّر عن دواخله بالفن، وبادر في صناعة فضاء سينمائي جديد، والكتاب الذي يحكي سيرته يوضح لنا أمرًا مهمًّا: أن “كل ما يُظهره الإنسان يُشكِّل الانطباع عنه، لكن شرطًا، كل ما يظهره يكون حقيقيًّا”.
تخيَّل أن تشتري ورقة يا نصيب آملًا بالفوز، صحيحٌ أن نسبة فوز بطاقتك ضئيل جدًّا، وتحتاج إلى وقوف كل حظوظ الدنيا إلى جانبك، لكنه احتمالٌ حقيقي في لغة الأرقام. أمريكية من ولاية كاليفورنيا لبَّت الحظوظ نداءها، وفازت باليانصيب، لكن بعض هذه الحظوظ مترددة مثل البشر، قلوبها معك وعقولها مع غيرك، لأن المرأة الفائزة نسيت بطاقتها في “بنطلونها”، وقامت بغسله والبطاقة في جيبه، فتمزقت البطاقة، واختفت أرقامها. حاول مدير المتجر الذي اشترت منه البطاقة مساعدتها، وأرسل نسخة من الفيديو المسجل أثناء شرائها البطاقة إلى مكتب دائرة اليانصيب، وما زال فوز المرأة معلقًا إلى هذه اللحظة، ومنذ أيام وهي تعيش في عوالم عدة من الاحتمالات، بأن توافق دائرة اليانصيب وتعطيها 26 مليون دولار، أو أن ترفض وتخسر المبلغ الذي لن تجمعه من راتبها حتى لو عملت ألف عام. يقال والله أعلم إن معاملة زوجها لها تغيَّرت، وصار يخرج صباحًا ليحضر لها وردة حمراء، ويعد طعام الفطور بنفسه، وصار صوته هادئًا، ويحرص على أن يكون أنيقًا، ولم يعد يغادر المنزل إلا للضرورة. لن ألوم زوجها على تبدُّل تصرفاته وظهوره بوصفه شخصًا “مصلحجيًّا”، نسبة إلى ذوي المصالح، فالمال له سحر عجيب، وقد يكون متعاطفًا مع زوجته على خذلان الحظ وإرباكه لها، وإن كان تبدُّل أحواله غايته المصلحة فعلًا، فليفعل ما يفعله لزوجته وأم أبنائه خير من أن يفعله لمديره في العمل.
ـ كتاب صدر حديثًا عن حياة ألفريد هيتشكوك، وهيتشكوك للجيل الجديد هو مَن أرعب أمريكا والعالم بـ 53 فيلمًا من الرعب المخيف، وهو رائد هذا الفن ومدرسته الأولى. يكشف الكتاب أمرًا مناقضًا للصورة الذهنية التي انطبعت في عقولنا عن هيتشكوك، وهو أنه يحب الرعب وصناعة الخوف، إذ إن الكتاب يقول إنه كان “خوَّافًا” جدًّا في حياته، ومرعوبًا بشكل دائم، وأن كل أفلامه محاولةٌ منه لإخراج مشاعر الخوف المكبوتة التي تسكن أعماقه. وفي الكتاب مقولات وآراء لهيتشكوك لم نكن نعرف عنها لكنها تؤكد حقيقة خوفه ورعبه المستمر: “لا وجود لمكان آمن”. كما أنه كان يخشى من الموت قتلًا “الحياة بأكملها مسلسل قتل”. هكذا إذًا يا سيد هيتشكوك، كل ما كنت تفعله هو إشراكنا في خوفك، وأن تقتسم معنا هذا الرعب الذي يسكنك، أي أن تزيل شيئًا من الخوف في قلبك وتضعه في قلوبنا، ولكي تفعّل المثل الشعبي “حشرٍ مع الجماعة عيد”. يبقى أن هيتشكوك عبَّر عن دواخله بالفن، وبادر في صناعة فضاء سينمائي جديد، والكتاب الذي يحكي سيرته يوضح لنا أمرًا مهمًّا: أن “كل ما يُظهره الإنسان يُشكِّل الانطباع عنه، لكن شرطًا، كل ما يظهره يكون حقيقيًّا”.