الفن أقوى وسائل الإعلام والأكثر تأثيرًا، أحببنا مصر لأننا كنا نعرفها قبل أن نسافر إليها، ولم تترك الأفلام والمسلسلات المصرية شيئًا لم تحكِه لنا عن الحياة المصرية، قصص أفلام ومسلسلات من أيام البشوّات والطرابيش إلى زمن بنطلونات التشارلستون إلى موضة أيامنا هذه.
ولم تترك طعامًا تقليديًا لم تعرضه على الشاشة، من الملوخية بالأرانب إلى الفول والطعمية، ولم تترك مكانًا لم تصوره ابتداءً من أشهر شوارع القاهرة مرورًا بمزارع أسيوط وصولًا إلى الغردقة، ومن خلال هذه الأفلام والمسلسلات تعرفنا على تاريخ مصر الحديث ومدنها ولهجاتها وشواطئها وصناعاتها، وعلى ثقافة المصريين وحلاوة أمزجتهم، وأقدّر بأن ثلاثة أرباع ما نعرفه عن المحروسة جاء من خلال الأفلام والمسلسلات المصرية. الأمر نفسه عن الولايات المتحدة الأمريكية، ولو تساءلنا إن لم تكن هناك أفلام ومسلسلات أمريكية فهل سنعرف عن أمريكا ما نعرفه اليوم؟ من خلال الأفلام والمسلسلات يكون التأثير أقوى من نشرات الأخبار، لأن الأخبار تخاطب العين والعقل، بينما تخاطب الأفلام والمسلسلات العين والعقل والقلب، وإذا ما ركزنا أكثر فكل ما يصور من مشاهد خارجية هي عبارة عن إعلانات عن الأماكن، وفي الكثير من الحوارات رسائل فكرية أو سياسية أو تجارية، ويبقى الفن المتقن هو من يوصل الرسائل بطريقة غير مباشرة ويتلقاها المشاهد دون أن يشعر باستقرارها في عقله، ومثل هذه الرسائل تحتاج لكي تصل إلى الكثير من الأعمال المتميزة والمتواصلة. أراد الأمريكان في حربهم الباردة مع السوفيت أن يظهروا بأنهم القوة الأقوى، فامتلأت أفلامهم ببطولات نجومهم القتالية، حتى صار الجندي الأمريكي في المخيّلة هو “رامبو” الذي يحمل بندقية أمريكية كبيرة يصعب أن يقف أمامها الكلاشنكوف السوفيتي، وعندما أرادت أن توضّح الفرق بين الرأسمالية والشيوعية الاشتراكية أنتجت أفلاماً صورت رفاهية الحياة الأمريكية والحرية التي يتمتع بها المواطن الأمريكي، معظم من تعجبهم الثقافة الأمريكية قبل أن يسافروا إليها أو حتى إن لم يسافروا، إنما جاء إعجابهم من خلال مشاهداتهم للأفلام والمسلسلات الأمريكية، وليس إلى نشرات أخبار القنوات الأمريكية. في السينما هناك عشرات الأفلام عن الهولوكوست وما تعرض له اليهود من النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، شرحت هذه الأفلام من خلال الدراما أدق التفاصيل، وعرّفت العالم كله بهذه الجريمة في حق المدنيين اليهود، بينما لم تستطع كل نشرات الأخبار في العالم من تقديم ربع ما قدمته هذه الأفلام، كنت أتمنى لو كانت هناك أفلاماً عالمية تسلط الضوء على ما تعرض ويتعرض له الفلسطينيون من الجيش الإسرائيلي، لو كانت هذه الأفلام العالمية عن القضية الفلسطينية موجودة لعرف العالم أي ظلم وقع عليهم. من يملك الأفلام يملك الإعلام الأقوى والتأثير والأعمق.
ولم تترك طعامًا تقليديًا لم تعرضه على الشاشة، من الملوخية بالأرانب إلى الفول والطعمية، ولم تترك مكانًا لم تصوره ابتداءً من أشهر شوارع القاهرة مرورًا بمزارع أسيوط وصولًا إلى الغردقة، ومن خلال هذه الأفلام والمسلسلات تعرفنا على تاريخ مصر الحديث ومدنها ولهجاتها وشواطئها وصناعاتها، وعلى ثقافة المصريين وحلاوة أمزجتهم، وأقدّر بأن ثلاثة أرباع ما نعرفه عن المحروسة جاء من خلال الأفلام والمسلسلات المصرية. الأمر نفسه عن الولايات المتحدة الأمريكية، ولو تساءلنا إن لم تكن هناك أفلام ومسلسلات أمريكية فهل سنعرف عن أمريكا ما نعرفه اليوم؟ من خلال الأفلام والمسلسلات يكون التأثير أقوى من نشرات الأخبار، لأن الأخبار تخاطب العين والعقل، بينما تخاطب الأفلام والمسلسلات العين والعقل والقلب، وإذا ما ركزنا أكثر فكل ما يصور من مشاهد خارجية هي عبارة عن إعلانات عن الأماكن، وفي الكثير من الحوارات رسائل فكرية أو سياسية أو تجارية، ويبقى الفن المتقن هو من يوصل الرسائل بطريقة غير مباشرة ويتلقاها المشاهد دون أن يشعر باستقرارها في عقله، ومثل هذه الرسائل تحتاج لكي تصل إلى الكثير من الأعمال المتميزة والمتواصلة. أراد الأمريكان في حربهم الباردة مع السوفيت أن يظهروا بأنهم القوة الأقوى، فامتلأت أفلامهم ببطولات نجومهم القتالية، حتى صار الجندي الأمريكي في المخيّلة هو “رامبو” الذي يحمل بندقية أمريكية كبيرة يصعب أن يقف أمامها الكلاشنكوف السوفيتي، وعندما أرادت أن توضّح الفرق بين الرأسمالية والشيوعية الاشتراكية أنتجت أفلاماً صورت رفاهية الحياة الأمريكية والحرية التي يتمتع بها المواطن الأمريكي، معظم من تعجبهم الثقافة الأمريكية قبل أن يسافروا إليها أو حتى إن لم يسافروا، إنما جاء إعجابهم من خلال مشاهداتهم للأفلام والمسلسلات الأمريكية، وليس إلى نشرات أخبار القنوات الأمريكية. في السينما هناك عشرات الأفلام عن الهولوكوست وما تعرض له اليهود من النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، شرحت هذه الأفلام من خلال الدراما أدق التفاصيل، وعرّفت العالم كله بهذه الجريمة في حق المدنيين اليهود، بينما لم تستطع كل نشرات الأخبار في العالم من تقديم ربع ما قدمته هذه الأفلام، كنت أتمنى لو كانت هناك أفلاماً عالمية تسلط الضوء على ما تعرض ويتعرض له الفلسطينيون من الجيش الإسرائيلي، لو كانت هذه الأفلام العالمية عن القضية الفلسطينية موجودة لعرف العالم أي ظلم وقع عليهم. من يملك الأفلام يملك الإعلام الأقوى والتأثير والأعمق.