|


أحمد الحامد⁩
كيف توقعوا عالم اليوم !
2021-05-24
هناك من توقعوا عالمنا التقني قبل عشرات السنين، وكانوا من الدقة وكأنهم يعيشون بيننا اليوم، ومن الطبيعي أن يكون هؤلاء هم العلماء وليسوا المنجمين ولا قارئات الفناجين.
في الحقيقة إن الوصف الأقرب للعلماء الذين يقرأون المستقبل وتنجح قراءاتهم هو “مفكرين”، ومع أننا كلنا نفكر إلا أن هذا الوصف يصّح أن نطلقه على الذين يشمل تفكيرهم المستقبل لأنهم يبنون استنتاجاتهم من خلال فهمهم للماضي والحاضر، كما أن نظرتهم واسعة في مجالاتهم، لا أظن بأنني سأصبح يوماً مفكراً، أنا بالكاد أفكر للثلاث ساعات القادمة، وكثيراً ما نسيت ما فكرت فيه من أجل هذه الساعات، خصوصاً إذا ما أصابني الجوع أو نسيت هاتفي في مكان ما، أنا عكس المفكرين ويصح أن أوصف ضمن “النسّايين” لم أقس على نفسي بهذا الوصف، لأن وصف “التائهين” قفز إلى عقلي، لكنني رحمت نفسي، الله أعلم بما أنا عليه وما أستحقه من وصف، الله كريم.
أعود لمن توقع عالمنا التقني الذي نعيشه اليوم، وأنقل لكم ثلاث قراءات صحيحة لثلاثة علماء مفكرين كانت لديهم قدرة عجيبة على التوقع الصحيح الدقيق . ونقلت التوقع الثالث للعالم مصطفى محمود بلهجة عامية كما جاء في برنامجه الشهير “العلم والإيمان”.
ـ العالم نيكولا تيسلا “1856 ـ 1943”: عندما يتم تطبيق الاتصال اللاسلكي بشكل مثالي على الأرض كلها، سنتمكن من التواصل مع بعضنا البعض على الفور، بغض النظر عن المسافة، ليس هذا فقط ولكن خلال التلفزيون والهاتف سنرى ونسمع الواحد الآخر تماماً كما لو كنا وجهاً لوجه على الرغم من آلاف الأميال، والأدوات التي سنتمكن من خلالها القيام بذلك ستكون بسيطة بشكل مذهل مقارنة بهاتفنا الحالي، سيكون الرجل قادراً على حمل واحد في جيبه.
ـ جون وايكينز “1903 - 1997”: إن الإنسان سيرى أشخاصاً حول العالم في بؤرة الكاميرات الموصلة كهربائياً بشاشات في نهايات متقابلة من الدوائر على بعد آلاف الأميال في فترة قصيرة، وسيتم شراء الوجبات المطبوخة الجاهزة من مؤسسة مشابهة لمخابزنا.
ـ مصطفى محمود “ 1921ـ 2009”: الحياة في عصر الإلكترونيات في الواقع حتبقى حياة مرهقة جداً، أولاً حتبقى حياة جافة وآلية وسريعة الإيقاع، ومرهقة الأعصاب وزحمة، والستر حيبقى مفضوح، والخصوصية منتهكة، والناس حتقول فين أيام زمان، أيام ما كانت الشوارع خلاء، والواحد يطلع على شط البحر يصطاد ويجلس ثلاث ساعات يستنى، ولما تطلع له سمكة كأنه كسب يانصيب، فين أيام زمان، بقول لكم الكلام ده دلوقتي لأن الأيام اللي احنا عايشينها بعد مية سنة حتبقى اسمها أيام زمان.