|


نبيه ساعاتي
خطأ فادح في سرد تاريخ الكأس
2021-05-26
اليوم هو يوم للتاريخ حيث يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- اللقاء النهائي على كأسه الغالية والذي يجمع بين فريقي التعاون والفيصلي اللذين وصلا إلى الختام عن جدارة واستحقاق وبعد مشوار طويل تولى فيه التعاون إسقاط ضمك فالقادسية وأخيرًا الفتح في حين كان مشوار الفيصلي أصعب حيث تجاوز الاتفاق والباطن وأخيرًا أطاح بالنصر في مفاجأة كبرى ليصل إلى النهائي وذلك بحد ذاته إنجاز كبير لكلا الفريقين يستحق الثناء.
التعاون يتطلع إلى إضافة اللقب الثاني بعد أن فاز به في عام 2019 على حساب الاتحاد، بينما يسعى الفيصلي إلى الحصول على لقبه الأول بعدما خسره في عام 2018 أيضًا من الاتحاد، وكلاهما للإنصاف يستحق ليس فقط لوصولهما إلى هذه المرحلة لكأس خادم الحرمين الشريفين فحسب، بل لأنهما فريقان متطوران على المستويين الإداري والفني وبالتالي فإننا نبارك مقدمًا للفائز منهما ونقول للخاسر حظًا أوفر.
ولكن يبقى السؤال القائم كيف يمكن لنا أن نقتفي أثر بطولاتنا؟ في الواقع مع كامل احترامي لكثير مما ينشر في الصحف والمواقع الرياضية والذي يركز على تتبع أثر الجائزة “كأس الملك” ويترك البطولة “بطولة الدوري أو الكأس” فإن ذلك خطأ، فالمنطق يقول إننا من المفترض أن نقتفي أثر البطولة وليس الجائزة، بمعنى أن البطولات لدينا بدأت في رأيي الشخصي في عام 1372هـ ولكن حتى تكون الرؤية أكثر وضوحًا دعونا نقول إن البطولات بدأت في عام 1377 ببطولة الدوري وكانت جائزتها كأس الملك وبطولة الكأس وكانت جائزتها كأس ولي العهد ثم عبر الزمان كما يعلم الجميع تغيرت الجوائز وتنقلت فجائزة كأس الملك خصصت في مرحلة معينة لبطولة الكأس ثم عادت لبطولة الدوري وبعدها خصصت كبطولة مستقلة للأبطال لتعود أخيرًا إلى بطولة الكأس.
إذًا فنحن نرتكب خطأ فادحًا عندما نقتفي أثر الجائزة أي كأس الملك ونترك البطولة، لأننا بذلك نخلط بين بطولات الدوري والكأس والأبطال، لذا من المفترض أن نتتبع البطولة أي الدوري أو الكأس في سردنا التاريخي، ولنبتعد عن الميول وندع المنطق والنظام المعمول به عالميًا يأخذ مساره، وإن لم نفعل اليوم فأجزم بأن قومي سيتبعونني ولو بعد حين لأنني بهذه السطور أجسد الواقع والمنطق وهو المعمول به في كل دول العالم على الميول وأساوي بين الجميع عندما أتحدث عن التاريخ.