|


بدر السعيد
دروس الموسم «1 من 3»..!!
2021-06-05
قبل أيام معدودة أسدل الستار على واحد من أكثر المواسم الكروية السعودية صعوبة وإثارة وتشويقًا ونديّة، والتي كانت لها أسبابها الواضحة كتبعات جائحة كورونا من ناحية وتحسن اختيارات وأداء العنصر الأجنبي في ملاعبنا، واستمرار تطبيق تقنية الفيديو “VAR” وغيرها من الأسباب النمطية المتمثلة في تحديد ممثلينا في الاستحقاق الآسيوي في الدوري والكأس على حدٍ سواء، ناهيك عن الصراع السنوي القائم لحسم مقاعد الهبوط والصعود في جميع المنافسات الكروية.
ومع نهاية الموسم، يصبح الوقت مناسبًا بل مثاليًا للمراجعة والمحاسبة، وإعادة تقييم الأداء على جميع المحاور إداريًّا وفنيًّا وفي كل مستويات الأعمال بمختلف تفاصيلها وتطبيقاتها، إذ يجدر بأصحاب القرار في جميع المنظمات الرياضية أن تبدأ في قراءة موسمها الماضي بشيء من التأني والكثير من الحرص والفطنة قبل إصدار أي قرار أو تعديل في مساراتها.. وأعني بذلك جميع منظمات الأعمال الرياضية سواء الحكومية أو الخاصة على مستوى وزارة الرياضة والاتحاد الوطني ورابطة الدوري والأندية ومختلف لجان وفرق العمل بلا استثناء.
مع نهاية الموسم، يجدر بنا أن نتوقف طويلًا عن النجاحات قبل الإخفاقات لنعزز من تكرارها وتطويرها، من أجل ضمان استمرار الجودة والارتقاء بها أكثر.. فعلى سبيل المثال فقد أظهر لنا الموسم الماضي قدرة الجهاز التنظيمي على صياغة روزنامة المسابقات بطريقة واقعية وفاعلة ساهمت في حفاظ الأندية ولاعبيها على الرتم والإيقاع ذاتهما، رغم ظروف الجائحة وتبعاتها.. كما أظهر لنا الموسم التحسن الكبير في أرضيات الملاعب كافة في مختلف المدن والمناطق.. ومنها الأثر الإيجابي الفني للعنصر الأجنبي الذي ظهر كعامل مباشر في تحسن الأداء وتقارب مستويات الفرق.. تلك بعض الأمثلة وليست للحصر حول جودة العمل الذي يحتاج إلى مراجعة من أجل المحافظة عليه أو التحسين للأفضل قدر الإمكان.
وعلى الرغم من كل تلك الجماليات التي أظهرها موسمنا الكروي، إلا أنها لا تلغي حاجتنا إلى تلافي السلبيات التي سببت ولا تزال تتسبب في الكثير من العقبات وتشويه الصورة الذهنية والفنية لمنافساتنا الكروية، ومنها على سبيل المثال موضوع التحكيم المحلي الذي لا يزال بحاجة إلى مراجعة وعلاج قوي وجذري، لتنعم منافساتنا بقيادة تحكيمية فائقة الجودة.. والمثال الآخر هو استمرار أسطوانة تغيير الأطقم الفنية في قيادة الفرق والأمر الذي يظهر ضعف الإدارة والقرار الفني داخل بعض أنديتنا التي تفتقر إلى القرار الإستراتيجي بعيد المدى في معظم قراراتها..!!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..