الأستاذة أمل ناضرين تختار ما يعجبها مما تقرأ من مقالات ونصوص أدبية، ثم تغرِّد به في تويتر، مع كتابة اسم الكاتب.
في بعض الأحيان أجد أنها اختارت سطرًا مما كتبته، ومع شعوري بالسعادة الداخلية، لأنني كتبت شيئًا، بدا جيدًا، لكنني أقع في حيرة من أمري، هل أضع “لايك” بوصفه علامة إعجاب بما كتبته أنا؟ ثم تتبادر أسئلة أخرى إلى عقلي: هل من المعقول أن أظهر أمام المتابعين معجبًا بما أكتب؟ ألا يعدُّ اللايك الذي سأضعه على ما كتبته شيئًا من الغرور؟ هل من المنطق أن يبدو الإنسان معجبًا بما يفعله، أو يقوله، أو يكتبه، أم أن الإعجاب شأنٌ يخصُّ مَن يقرأ، أو يسمع، أو يشاهد؟ في الأمس وضعت علامة إعجاب على ما كتبته، ثم وجدت نفسي أزيل العلامة، ثم عدت ووضعتها مجددًا، ثم كررت إزالتها.
أجزم بأن مسألة الإعجاب تخصُّ المتلقي، ولن يستطيع أي شخص في العالم أن يقنعه بما يُعجب به، أو لا يُعجب، لأن الإعجاب، أو الرضا نتيجةٌ نتلقاها ولا نفرضها. في بعض الأحيان أجد بعض الرسائل التي تطلب مني أن أضع “لايك” على تغريدة في تويتر، أو صورة في إنستجرام، وغالبًا ما ألبِّي طلبهم، لكنني في كل مرة أجد نفسي أطرح التساؤل التالي: أليس من المفروض أن يكون الإعجاب، الذي يتلقاه عملٌ ما، نابعًا من دافع الإعجاب الحقيقي من الناس، وليس إعجابًا مصطنعًا، أو مفروضًا؟ إعجاب الناس بشيء ما، هو نتيجة حقيقية للعمل، أما صنع حالة إعجاب غير حقيقية، فأشبه بمحاولة خداع، غالبًا لا تنجح. في يوم من الأيام، صادفت شخصًا ممن ينظِّمون المهرجانات. كان ودودًا في حديثه، وقد شعرت بمحبته. قال في نهاية حديثنا، بوصفه تتويجًا لعاطفته تجاهي: ما رأيك لو نعطيك جائزة أفضل مذيع في المهرجان العربي الفلاني الذي سيقام الشهر المقبل؟ لم يجعلني عرضه الكريم أستغرب، لعلمي بأن كثيرًا من الجوائز، هي جوائز مدبَّرة وعبارة عن مجاملات، ولا أقصد هنا كل المهرجانات والجوائز، فهناك جوائز حقيقية، وهي كثيرة. رفضت العرض الذي قدمه بكل ما استطعت من ودٍّ، لأنني أعلم أن تسلُّم جائزة بمثل هذه الطريقة عمليةُ خداع للنفس، ومحاولةٌ لصنع حالة إعجاب غير مستحقة، فهذه الجائزة لم تأتِ من مهرجان، يعمل بمعايير مهنية صادقة، كما أن مَن يقبل بمثلها، يقوم بعملية تخدير لنفسه، مستبدلًا العمل على تطوير مهاراته بجائزة يعلم هو أولًا وقبل الجمهور أنه لا يستحقها. تذكَّرت زميلًا، كان يهوى الكتابة، وقام موقع إلكتروني بنشر إحدى مقالاته، فضغط صاحبنا على رابط المقال مئات المرات، ليظهر في المركز الأول بين المقالات الأكثر قراءة! فعل ذلك أمامي، لكنه كان سريع النسيان، لأنه وبعد مدة حاول أن يحصل على إعجابي عندما قال: هل تعلم أن مقالي هو الأكثر قراءة في الموقع الإلكتروني؟ ولأنني أعرفه، و”أمون” عليه، أجبته: لكن إصبعك يؤلمك!
في بعض الأحيان أجد أنها اختارت سطرًا مما كتبته، ومع شعوري بالسعادة الداخلية، لأنني كتبت شيئًا، بدا جيدًا، لكنني أقع في حيرة من أمري، هل أضع “لايك” بوصفه علامة إعجاب بما كتبته أنا؟ ثم تتبادر أسئلة أخرى إلى عقلي: هل من المعقول أن أظهر أمام المتابعين معجبًا بما أكتب؟ ألا يعدُّ اللايك الذي سأضعه على ما كتبته شيئًا من الغرور؟ هل من المنطق أن يبدو الإنسان معجبًا بما يفعله، أو يقوله، أو يكتبه، أم أن الإعجاب شأنٌ يخصُّ مَن يقرأ، أو يسمع، أو يشاهد؟ في الأمس وضعت علامة إعجاب على ما كتبته، ثم وجدت نفسي أزيل العلامة، ثم عدت ووضعتها مجددًا، ثم كررت إزالتها.
أجزم بأن مسألة الإعجاب تخصُّ المتلقي، ولن يستطيع أي شخص في العالم أن يقنعه بما يُعجب به، أو لا يُعجب، لأن الإعجاب، أو الرضا نتيجةٌ نتلقاها ولا نفرضها. في بعض الأحيان أجد بعض الرسائل التي تطلب مني أن أضع “لايك” على تغريدة في تويتر، أو صورة في إنستجرام، وغالبًا ما ألبِّي طلبهم، لكنني في كل مرة أجد نفسي أطرح التساؤل التالي: أليس من المفروض أن يكون الإعجاب، الذي يتلقاه عملٌ ما، نابعًا من دافع الإعجاب الحقيقي من الناس، وليس إعجابًا مصطنعًا، أو مفروضًا؟ إعجاب الناس بشيء ما، هو نتيجة حقيقية للعمل، أما صنع حالة إعجاب غير حقيقية، فأشبه بمحاولة خداع، غالبًا لا تنجح. في يوم من الأيام، صادفت شخصًا ممن ينظِّمون المهرجانات. كان ودودًا في حديثه، وقد شعرت بمحبته. قال في نهاية حديثنا، بوصفه تتويجًا لعاطفته تجاهي: ما رأيك لو نعطيك جائزة أفضل مذيع في المهرجان العربي الفلاني الذي سيقام الشهر المقبل؟ لم يجعلني عرضه الكريم أستغرب، لعلمي بأن كثيرًا من الجوائز، هي جوائز مدبَّرة وعبارة عن مجاملات، ولا أقصد هنا كل المهرجانات والجوائز، فهناك جوائز حقيقية، وهي كثيرة. رفضت العرض الذي قدمه بكل ما استطعت من ودٍّ، لأنني أعلم أن تسلُّم جائزة بمثل هذه الطريقة عمليةُ خداع للنفس، ومحاولةٌ لصنع حالة إعجاب غير مستحقة، فهذه الجائزة لم تأتِ من مهرجان، يعمل بمعايير مهنية صادقة، كما أن مَن يقبل بمثلها، يقوم بعملية تخدير لنفسه، مستبدلًا العمل على تطوير مهاراته بجائزة يعلم هو أولًا وقبل الجمهور أنه لا يستحقها. تذكَّرت زميلًا، كان يهوى الكتابة، وقام موقع إلكتروني بنشر إحدى مقالاته، فضغط صاحبنا على رابط المقال مئات المرات، ليظهر في المركز الأول بين المقالات الأكثر قراءة! فعل ذلك أمامي، لكنه كان سريع النسيان، لأنه وبعد مدة حاول أن يحصل على إعجابي عندما قال: هل تعلم أن مقالي هو الأكثر قراءة في الموقع الإلكتروني؟ ولأنني أعرفه، و”أمون” عليه، أجبته: لكن إصبعك يؤلمك!