|


أحمد عيد
لكل أجل كتاب.. سنة على رحيل الأمير سعود
2021-06-16
ذرفتُ دمعًا من مقلتي بعد سنة مضت، كانت فيها كثيرٌ من المتغيرات، وتواترت فيها الأحداث، لكنَّ حدثًا واحدًا ما زال عالقًا في مخيلتي، إنه يوم وفاة الأمير سعود العبد الله الفيصل.
يومٌ فقدتُ فيه أعز الأصدقاء وأنبل الأوفياء. عاشرتُ هذا الرجل وأنا أتردَّد على قصر والده، ثم تشرَّفت بالعمل معه في الشركات التي كان يديرها مع إخوته مدةً ليست بالقصيرة، حتى شرَّفني بأن أصبح لصيقًا به. منه تبلورت رؤيتي للحياة، ومن خلاله مشيت في مسيرة باقي الأعوام،
وخلال تلك الأعوام وأنا معه، وجدتهُ مُحبًا للحياة، ويُسخِّرها لمَن حوله، حريصًا على والديه، على زوجته، أبنائه، إخوانه، كامل أسرته، وكذلك القريبين من العائلة، من الأصدقاء أو العاملين.
لقد كان رجلًا سخيًّا في العطاء، مُنكرًا للذات، باحثًا عن فعل الخير لمَن يعرف أو لا يعرف. رجل علاقات من الطراز الأول، وذو سجايا حسنة. من خلاله تعرَّفتُ على قدراتي الإدارية، والتعامل مع الآخرين.
صيف 2019 قبل وفاته بفترة، كنت معه ومع أسرته الكريمة في رحلته العلاجية في أمريكا وأوروبا. كان عامًا مختلفًا. حرص على أخذنا إلى الأماكن التي يحبها، وله ذكرى فيها، يشرح ذكرياته وزملاء الدراسة وأصدقائه ليُسعدنا.
لم أكن أعرف أنه يودعها. شهران قضيناهما كحلم
السنين، استمتعنا بهما، ولم أعرف أنهما الأخيران، مع إن أمل الحياة الجميلة كان يحيط به من كل جانب.
كان تواصله اليومي الجميل من خلال الهاتف يأتي كنسمة دافئة في عز الشتاء ناصحًا، ممازحًا، وتارة أخرى يسأل عن الأحوال. لقد كان سندًا وضلعًا قويًّا في وقت الشدائد، وأخًا وصديقًا في كل حين.
رحل الأمير سعود. ترك خلفه إرثًا جميلًا من التواضع والعطاء والاحترام.
رحل الأمير سعود والأكف مرفوعة تدعو له لصنيع عمله الذي لا يعلم به أحد.
“أي ذكرى تعودني بعد عام نازفات فيها جراحي”.
اللهم أسكنه فسيح جناتك.