التأثير التاريخي على الكرة السعودية
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
الأفضلية التاريخية للمدربين تكون في الفلسفة الخاصة، وتكون في الأفكار التي تستمر ويمتد تأثيرها على الأندية والمنتخبات.
كذلك تكون في اكتشاف وإنتاج وإبداع النجوم، ولا يمكن أن تتوقف على ارتفاع عدد الألقاب والبطولات فقط.
عبر تاريخ الكرة السعودية كان هناك العديد من مدربي كرة القدم الذين نجحوا في تحقيق الإنجازات وتطبيق أفكارٍ جديدة وبصمة خاصة أضافت كل الأثر والفائدة والمتعة على الساحة الرياضية، ومن وجهة نظر خاصةً وبعد دراسة وتوقف عند كل فترة أعتقد أن عدد هؤلاء المدربين عشرة، وبحسب التفصيل والتأثير والأفضلية يأتي الترتيب.
المركز الأول
خليل الزياني
“التوازن الفني”
6 مواسم تدريب مع الاتفاق كانت ناجحة ومميزة من حيث القدرة على مزج عناصر الخبرة والشباب، وعلى تطوير المهارة والفكر وشخصية النجوم، وعبر كل هذة المواسم لم تتغير هوية الفريق وكانت ثابتة من ناحية التوازن والأداء داخل الملعب مهما كانت ظروف المباراة، ومهما كانت قوة المنافس ووجود الفوارق المالية وغيرها، ونتيجة هذه القيمة الفنية العالية تحقق الهدف وفاز الفريق بعدة بطولات مهمة داخلية وخارجية، وهذا بلا شك دليل على وجود فكر مدرب وعقلية فنية فذة تفوقت على كل الأسماء وعلى كل الخبرات الأجنبية في ذلك الوقت.
“اختيار التشكيلة”
موضوع مهم في عالم التدريب وقد اشتهر الكابتن خليل بهذه الميزة فمن خلال عدة مواسم سواء مع النادي أو من خلال تدريب المنتخب الأول، فكل اختيار أو إضافة لأي لاعب جديد على التشكيلة والفريق يكون الاستقرار واضحًا على الأداء ودائمًا ما يظهراللاعب بشكل متألق ومقنع للجميع، وهذا دليل على نظرة فنية ثاقبة وعلى نجاح اختيار المجموعة.
“الجرأة في اتخاذ القرار”
صفة مهمة جدًا للتميز، والحقيقة أن الأفضلية في هذا الجانب واضحة ولا مجال للمقارنة أو المفاضلة مع أشهر الأسماء والمدربين الذين مروا على الأندية السعودية أو المنتخب الأول، والدليل على ذلك هو العدد الكبير من الأسماء الواعدة التي أعطاها الكابتن خليل الثقة مثل محيسن الجمعان وأحمد البيشي وسعدون حمود.
“القادمون من الخلف”
عبارة فنية مشهورة أصبحت معروفة لدى كافة الجماهير، والكل يتحدث عنها ويعرف تفاصيل هذا الخيار المهم والحاسم في عالم كرة القدم، والحقيقة أن أول من اعتمدها وسجل معها النجاح الباهر هو الكابتن خليل الزياني، والكل يتذكر أهداف عمر باخشوين ومروان الشيحة وصالح خليفة وعبد الحليم عمر.
“البديل الناجح”
ما يشاهد في الوقت الحالي هو احتجاج متكرر من بديل الدكة، ومن بديل الملعب، ومسألة أن يكون اللاعب البديل لاعبًا حاسمًا وهدافًا ودائمًا مستعد ومتحفز لتنفيذ تعليمات المدرب ودون تذمر واحتجاج مسألة لا تتكرر أو تحدث إلا مع مدرب مقنع وخبير، وهذا ما كان يحدث مع دخول اللاعب محمد أبو حيدر، مع العلم أن هذه الميزة كانت واضحة في الاتفاق فقط.
“مدرب النادي لا ينجح مع المنتخب”
قلة من المدربين من يستطيع أن ينجح في تغيير هذه القناعة، وخليل الزياني أحد هؤلاء المدربين، والحقيقة أن هذه التجربة تحسب كمهارة وقدرة خاصة، لأن المهمة ليست سهلة، وتحتاج إلى أفكار مرنة تتغير بحسب الظرف والحاجة، وكذلك شخصية فذة ومقنعة للجميع.
“فلسفة المدرب”
في عالم التدريب هناك من المدربين من ينجح بتطبيق أكثر من فلسفة، فقد يعتمد الاستحواذ في مباراة، ويتراجع لدفاع المنطقة متى ما كان هناك حاجة لذلك، وقد يكون الضغط أو فتح الملعب وانتظار أخطاء المنافسين خيارًا آخر، ومع كل أسلوب يكون التوازن في الأداء عنوانًا ثابتًا، وهذا يؤكد أن الزياني يعتمد ويطبق وبكل اقتدار خيار الفلسفة المفتوحة.
“الشخصية أو الكاريزما”
هي سلطة فوق العادة، وجاذبية كبيرة وقدرة على الإقناع وأيضًا هي مظهر راقٍ وثقافة واسعة، والحقيقة أن المدرب كان يملك إلى جانب كل هذه الصفات الشيء الكثير من الأخلاق العالية والصداقة والعلاقة المميزة والممتدة مع الجميع.
“4 ـ 4 ـ 2”
في وقت كانت 4 ـ 3 ـ 3 هي الطريقة السائدة والمسيطرة على أفكار المدربين والكل يعتمد على الجناح ورأس الحربة الثابت، وقد كان للزياني رأي وتفكير مختلف خاصة مع بداية سعدون حمود وتثبيت اسمه ونجوميته كلاعب هداف وصاحب فكر وأسلوب مختلف، فكانت الثقة جاهزة ومدعومة من مدرب مبدع، وانفرد الاتفاق باللعب بهذة الطريقة، وقدم أجمل المستويات الفنية.