|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2021-06-24
ـ مقال اليوم من أخبار العالم الذي نعيش فيه، تساءلت وأنا أختار العنوان وهل هناك عالم لا نعيش فيه لأكتب عنه المقال؟ نعم هناك عالم الخيال، وعالم الوهم، وعوالم أخرى منها ما قد يكون موجوداً ولا نعلم فيه نحن سكان الأرض، أما مقال اليوم فهو من واقع عالمنا الذي نعيش فيه، سأبدأ بما يثبت أن الكثير من البشر يكررون الأخطاء وأنا أحدهم طبعاً، والحكيم من يأخذ بالتجارب التي تركها السابقون ويستفيد من الأخطاء التي دوّنها التاريخ.
تقول الحكمة: لا تحتفل قبل أن تنتصر. في الحقيقة لا توجد مثل هذه الحكمة، أنا من كتبت الجملة لكنني فضلت أن أسبقها بكلمة حكمة لتبدو فخمة ومهابة، أما إذا كتبتها من دون كلمة حكمة فستبدو ضعيفة لعدة أسباب، أهمها أن لكلمة حكمة وقع خاص عند معظم الناس، ويقبلون بها من دون مناقشتها حتى إن لم تكن صالحة لزماننا.
في إسبانيا وفي سباق الماراثون الذي جرى قبل أيام احتفل أحد المتسابقين وهو يقترب من خط النهاية، كان سيحصل على المركز الأول لو أنه أجّل احتفاله بالفوز لثوان قليلة وأنهى المهمة كاملة بنجاح. لكنه بدأ بالاحتفال قبل أمتار قليلة من خط النهاية صانعاً فرصة ثمينة للمتسابق الذي خلفه والذي اقتنص الفرصة وتجاوز خط النهاية ليحرز المركز الأول تاركاً صاحبنا الذي احتفل مبكراً في صدمة وحسرة.
تذكرني هذه الحادثة بالجماهير التي تحتفل بفوز فريقها قبل نهاية المباراة بدقائق، متناسين أن مدة تسجيل الهدف في مرمى فريقهم لا تستغرق سوى ثوان قليلة.
ليس في الرياضة فقط يجب تأجيل الاحتفالات، بل حتى على المستوى الشخصي في الحياة، لأن الحياة أيضاً فيها من المضامير ما يشبه السباقات، بين الشخص نفسه وبين ما يفكر في إنجازه، سبق وأن احتفلت بالفوز مبكراً في عمل ما ومازلت إلى يومنا أعاني من تبعات تلك الخسارة التي حصلت في الجزء الأخير. هذا ما علمني ألا أحتفل مبكراً، بل ألا أحتفل نهائياً في بعض الأحيان، فمن يدري فقد يكون السباق أطول مما أظن.
ـ سبق ونقلت لكم بعض آخر تطورات التكنولوجيا التي تخص الوظائف، وأن الروبوتات ستحل بديلاً للمذيعين، الجديد أن اليابانيين صنعوا روبوتاً يحل محل العاملين في المقاهي، يدير هذه الروبوتات موظفون من منازلهم، والجديد أيضاً أن الصينيين صنعوا روبوتات كبديل لمصففات الشعر، ويحزنني أن أقول للمطربين إن دوركم قد حان، فقد صنع الصينيون روبوتاً بديلاً عنكم، لا يصيبه الغرور، ولا يأخذ أجوراً مبالغ فيها، كل ما علينا هو أن نكتب له كلمات الأغنية وسيقوم هو بتقديم عدة نماذج من الألحان والأصوات، ومن مميزات الروبوت أنه يستطيع تقليد الصوت بمجرد الاستماع إليه، بالنسبة لي سأشتري هذا الروبوت بمجرد نزوله للأسواق، وأجعله يحيى لي حفلات مسائية خاصة بصوت محمد عبده.