في بعض الأحيان أشعر بعدم الرغبة في الكلام، وهي فرصة جيدة للقراءة إذا ما شعر الإنسان بالرغبة في الصمت، وأظن أن نصف ما قرأته كان سببه أنني لم أكن أرغب بالكلام حينها، فحولت أوقات التحدث إلى استماع أو قراءة.
مع مرور الوقت لاحظت نسياني للكثير من أحداث الروايات والسير الذاتية التي قرأتها، إلاّ القصص القصيرة، بقي معظمها محفوظًا في عقلي، ربما لأنها قصيرة، ولهذا السبب أتذكر العديد من القصص وأستشهد بها في بعض الأحاديث مع الأصدقاء، خصوصاً القصص العربية التراثية، تلك الموجودة في موسوعة قصص العرب، أو في موسوعة الطرائف والنوادر.
من فائدة هذه القصص أنها تعيد لك شريط التاريخ، لتقول لك إن الزمن مهما تغيّر إلا أن هناك ثوابت لا تتغير، أولها تميّز أصحاب الأخلاق العالية في كل زمن تواجدوا فيه، وهم من حفظت الكتب سجلاتهم في قسم نبلاء التاريخ، لأن الأخلاق ضرورة يجب أن لا تلغيها أو تضعفها مرور الأزمنة وتبدل أنماط الحياة، ولأنها من أساسيات الإنسان القادر على بناء مجتمع سليم.
وأن كل حضارة سادت كانت تتقدمها أخلاق أهلها. الكلمة أيضاً في كل الأزمة لها قوة تأثيرها سواء كانت كلمة طيبة أو سيئة، ومازال العقلاء منذ آلاف السنين إلى يومنا هذا يوصون بانتقاء الكلمات في الحديث كونها هي من تقّرب أو تفرّق، وتفتح أبواب قلوب مغلقة، وتغلق أبواب قلوب مفتوحة، وللعرب أمثال شهيرة في ذلك.
روّي أن المهلب بن أبي صفرة مر بحي من همدان، فرآه شابٌ من أهل الحي فقال: أهذا المهلّب؟ فقالوا: نعم. قال: والله ما يساوي خمسمائة درهم. وكان المهلّب رجلاً أعور، فسمعه المهلّب، فلما كان الليل أخذ خمسمائة درهم، وأتى إلى الحي، وراقب الشاب إلى أن رآه، فأتى إليه وقال: افتح حِجرك، ففتح الشاب حجره، فسكب فيه الخمسمائة درهم وقال: خذ قيمة عمّك المهلّب، والله يا ابن أخي لو قومتني بخمسة آلاف دينار لأتيتك بها . فسمعه شيخ من أهل الحي فقال: والله ما أخطأ من جعلك سيّداً.
ومن القصص التي بقيت في ذاكرتي وأتذكرها كلما شاهدت أحدًا ما وهو يقدم نفسه بتكبر على أنه عالم العلماء، وأذكى الأذكياء، مما رواه إياس بن معاوية عن نفسه، وإياس من أشهر العرب الذين عرف عنهم الذكاء الشديد، وكان قاضياً شهيراً، وفي تراثنا العربي الكثير من الصفحات عن ذكائه وفطنته، روى إياس: ما غلبني أحد سوى رجل واحد، وذلك أني كنت في مجلس القضاء في البصرة، فدخل عليَّ رجل شهد عندي أن البستان الفلاني - وذكر حدوده - هو ملك فلان . فقلت له : كم عدد شجره؟ فسكت ثم قال: منذ متى يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس؟ فقلت: منذ كذا. فقال: كم عدد خشب سقفه ؟ فقلت له : الحق معك، وأجزت شهادته.
مع مرور الوقت لاحظت نسياني للكثير من أحداث الروايات والسير الذاتية التي قرأتها، إلاّ القصص القصيرة، بقي معظمها محفوظًا في عقلي، ربما لأنها قصيرة، ولهذا السبب أتذكر العديد من القصص وأستشهد بها في بعض الأحاديث مع الأصدقاء، خصوصاً القصص العربية التراثية، تلك الموجودة في موسوعة قصص العرب، أو في موسوعة الطرائف والنوادر.
من فائدة هذه القصص أنها تعيد لك شريط التاريخ، لتقول لك إن الزمن مهما تغيّر إلا أن هناك ثوابت لا تتغير، أولها تميّز أصحاب الأخلاق العالية في كل زمن تواجدوا فيه، وهم من حفظت الكتب سجلاتهم في قسم نبلاء التاريخ، لأن الأخلاق ضرورة يجب أن لا تلغيها أو تضعفها مرور الأزمنة وتبدل أنماط الحياة، ولأنها من أساسيات الإنسان القادر على بناء مجتمع سليم.
وأن كل حضارة سادت كانت تتقدمها أخلاق أهلها. الكلمة أيضاً في كل الأزمة لها قوة تأثيرها سواء كانت كلمة طيبة أو سيئة، ومازال العقلاء منذ آلاف السنين إلى يومنا هذا يوصون بانتقاء الكلمات في الحديث كونها هي من تقّرب أو تفرّق، وتفتح أبواب قلوب مغلقة، وتغلق أبواب قلوب مفتوحة، وللعرب أمثال شهيرة في ذلك.
روّي أن المهلب بن أبي صفرة مر بحي من همدان، فرآه شابٌ من أهل الحي فقال: أهذا المهلّب؟ فقالوا: نعم. قال: والله ما يساوي خمسمائة درهم. وكان المهلّب رجلاً أعور، فسمعه المهلّب، فلما كان الليل أخذ خمسمائة درهم، وأتى إلى الحي، وراقب الشاب إلى أن رآه، فأتى إليه وقال: افتح حِجرك، ففتح الشاب حجره، فسكب فيه الخمسمائة درهم وقال: خذ قيمة عمّك المهلّب، والله يا ابن أخي لو قومتني بخمسة آلاف دينار لأتيتك بها . فسمعه شيخ من أهل الحي فقال: والله ما أخطأ من جعلك سيّداً.
ومن القصص التي بقيت في ذاكرتي وأتذكرها كلما شاهدت أحدًا ما وهو يقدم نفسه بتكبر على أنه عالم العلماء، وأذكى الأذكياء، مما رواه إياس بن معاوية عن نفسه، وإياس من أشهر العرب الذين عرف عنهم الذكاء الشديد، وكان قاضياً شهيراً، وفي تراثنا العربي الكثير من الصفحات عن ذكائه وفطنته، روى إياس: ما غلبني أحد سوى رجل واحد، وذلك أني كنت في مجلس القضاء في البصرة، فدخل عليَّ رجل شهد عندي أن البستان الفلاني - وذكر حدوده - هو ملك فلان . فقلت له : كم عدد شجره؟ فسكت ثم قال: منذ متى يحكم سيدنا القاضي في هذا المجلس؟ فقلت: منذ كذا. فقال: كم عدد خشب سقفه ؟ فقلت له : الحق معك، وأجزت شهادته.