|


حسن عبد القادر
«ألبوم» الذكريات لا يحقق بطولات
2021-07-01
تحقيق البطولات لأي نادٍ يحتاج لعمل مرحلي يتناسب مع قوة المنافسين وطبيعة المرحلة ونوعية اللاعبين الذين يمتلكون جينات تحقيق الألقاب. ولأن لكل مرحلة رجالها وأدواتها، فإنه لا يمكن أن تحقق بطولة من خلال صور “ألبوم الذكريات”، فالماضي انتهى وأدواته التي كانت تناسب طبيعة المنافسة وقوة وسرعة ومهارة المنافسين قبل أعوام قد لا تكون مناسبة لهذه المرحلة، ولذلك ستبقى الصور الجميلة في “ألبوم الذكريات” مجرد صور ليس أكثر.
حتى تنافس الهلال والنصر على ألقاب الموسم وخاصة اللقب الأهم “الدوري” عليك أن تتسلح بلاعبين أجانب بنفس مستوى لاعبيهم وجودتهم، وأن يكون لديك ذخيرة من اللاعبين المحليين بمستوى سلمان الفرج على سبيل المثال وليس الحصر.
هنا لا أحبط البقية، ولكن أتحدث بواقعية لأن البطولات الكبيرة ذات النفس الطويل تحتاج لأدوات وإمكانات وجنود وقادة داخل الملعب وعلى الدكة وعمل إداري منظم، وغير ذلك لن تتحقق إلا في حالات نادرة ويلعب فيها الحظ لعبته كما حدث مع الفتح قبل أعوام.
لا يمكن أن تراهن على ذكائك وخبرتك كرئيس لتحقيق بطولة وأنت لا تملك الحد الأدنى من إمكانية تحقيقها داخل الملعب. ولا يمكن أن تراهن على جماهيرية ناديك وحضورهم الطاغي في المدرجات لتحقيق بطولة وأنت ليس لديك 16 لاعبًا من فئة لاعبي النخبة، لأن هذه الجماهير ستغادر الملعب قبل نهاية أغلب مبارياتك وهم يصفقون كفًا بكف على سوء المستوى والنتائج.
لا يمكن أن تراهن على تحقيق لقب الدوري لأنك تتكئ على إرث عظيم وبطولات سابقة، لأن هذا الإرث لن ينزل معك للملعب عندما تقابل من هم أفضل وأكثر استعدادًا وجاهزية فنية. واقعك الحالي وإمكاناتك ونوعية لاعبيك وقدرات مدربك وعمل إدارتك حاليًا هو الذي يحدد أن كنت تبحث عن بطولة أو أنك ستكتفي بأن تكون ضيفًا شرفيًا في موسم صعب لن يحققه من يستعرضون صور ألبوم الذكريات ويعيدون عبارة “فاكر يوم كنا أبطال”.
فاصلة:
احتفظوا بصور القادمين الجدد “لاعبين ومدربين” لأنديتنا وهم يصلون للمطارات مبتسمين ومحملين بالورود وسط استقبال جماهيري وإعلامي وحفاوة كبيرة وتذكروها بعد أسابيع من انطلاق المنافسة، فقد يغادرون دون أن يساعدهم أحد حتى في حمل حقائبهم. البقاء دائمًا للناجحين والمتميزين ومن يصنعون لهم بصمة.