|


منصور ناصر الصويان
البنية التحتية للرياضة «1»
2021-07-04
من المؤكد أن الرياضة لها الكثير من الفوائد على مستوى الفرد أو المجتمع، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية شهدت الرياضة السعودية تحولات كبيرة من خلال الخطوات المتسارعة نحو حوكمة وأتمتة أنظمة الرياضة للتوافق مع الرؤية الوطنية، ومع الدور الذي تتطلع له الرياضة كداعم للناتج المحلي والاعتماد على التمويل الذاتي أو الخصخصة.
الرياضة اليوم أصبحت تضم العديد من أصحاب المصلحة، والمستثمرين، والشركاء وهذا بات يتطلب وجود الصالات الرياضية عالية التقنية، والأكاديميات الرياضية المختصة، والكليات الرياضية ومعاهد لأبحاث الرياضة، والمراكز الطبية الرياضية، والملاعب الحاصلة على شهادة الاستدامة، ومباريات ومنافسات رفيعة المستوى، كل ذلك سوف يسهم في دعم صناعة الرياضة والاستثمار فيها في السنوات القادمة.
إن توافر مثل هذه الإمكانات وجودتها سوف يسهم في تطوير رياضة الوطن من جانبين، الأول من جانب الرياضة التنافسية، والثاني من جانب ممارسة الرياضة بغرض تعزيزالصحة والنشاط البدني. وتستعد السعودية لاستضافة الفعاليات الرياضية من الطراز الرفيع، حيث حصلت على حق استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034، والتي تعتبر أكبر الدورات التي يشرف عليها المجلس الأولمبي الآسيوي، وهي ثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، ويصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من 10 آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.
ومثل هذا الحدث الكبير يحتاج إلى بنية تحتية نوعية سواءً كان ذلك على النطاق البشري أوعلى نطاق الإمكانات، خاصةً وأن هناك متسعًا من الوقت حتى انطلاق هذه الدورة. إن استحداث منشآت جديدة ومتنوعة وفق آخرالتقنيات والتجهيزات وتطوير المنشآت القائمة وإصلاحها حتى تواكب التغيرات الحديثة، أصبح أمرًا حتميًا تتطلبه المرحلة القادمة والتحولات التي تشهدها الرياضة، هذا لايهدف فقط لإنجاح الدورة وإنما يتعدى ذلك إلى وجود مرافق وإمكانات مستدامة يستفيد منها الرياضي وغير الرياضي، وتسهم في تحسين صحة السكان ورفاهيتهم ونوعية الحياة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك سوف تساعد بلا شك في جذب وتدريب وتطوير الكثير من الرياضيين واستخراج أفضل ما لديهم من طاقات ومواهب، فقد أشارت العديد من الأبحاث إلى أن برامج التدريب الجيدة يمكن أن تعمل بفاعلية فقط عندما يتم دعمها بما يكفي من المعدات والتجهيزات، وأنه سيكون من المستحيل تحقيق نتائج مرضية من الرياضيين الذين تكون مرافق تدريبهم غير كافية أو دون المستوى المطلوب. كما بيّنت دراسة أخرى أن توفير المرافق والمعدات الكافية لا يقل أهمية عن توفير الحوافز المادية والمعنوية الكافية للرياضيين.