قطع فريق رحّالةٍ سعوديين، حديث النشأة، نحو 50 كيلومترًا سيرًا على الأقدام، جنوبي السعودية، في رحلتهم الأولى، الأسبوع الماضي، التي استكشفت قرية رجال ألمع التراثية.
وأرجع لـ “الرياضية” حمد النعمي، الموظف المتقاعد، تأسيسه الفريق إلى “شغف الأعضاء، ومعظمهم من كبار السن والمتقاعدين، بالترحال، واستكشاف معالم السعودية، ونشر ثقافة المشي مجتمعياً”.
وأوضح في تصريحات خاصة “اتفقنا على تمويل الرحلات بالجهود الذاتية، ومواكبة مواسم السياحة والمناسبات العامة، وبينها موسم الصيف الجاري”.
وفيما يضم الفريق، المسمّى “رحالة السعودية”، 74 عضوًا حتى الآن، اقتصرت رحلته الأولى من منطقة المفتاحة في مدينة أبها إلى قرية رجال ألمع على عشرةٍ فقط من ذوي اللياقة البدنية المرتفعة.
سار العشرة على أقدامهم من المفتاحة، في مدينة أبها، إلى عقبة القرون 22 كيلومترًا بمحاذاة الطريق الإسفلتي.
عند العقبة، استقبلهم مرشدو مشي جبلي “هايكنج” معتمدون، قادوهم بين الجبال والتضاريس إلى قرية شوكان التي باتوا فيها. صباحًا، واصلوا نحو الشِعبين، ثم إلى كوخ العسل في البتيلة، ومنها إلى رجال ألمع وجهتهم، حيث تفقدوا القرية التراثية ومتحفها.
وأشار النعمي إلى تزوّد كل عضو بكميات من الماء ووجبات خفيفة.
فيما تحدث عن بدئه نشاط الترحال عام 2019، عبر رحلتين، الأولى في إبريل إلى جبال أطلس في المغرب، والثانية في سبتمبر إلى جبال إفرست في نيبال حيث وصل إلى مخيّمها دون صعود قمتها الأعلى في العالم.
داخليًا، أكد النعمي سيره، نهاية العام الماضي، 492 كيلومترًا على قدميه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وتداويه بالمشي من مرض السكري وارتفاع الضغط.
وأبان: “تقاعدت من عملي الحكومي، ثم الخاص، وبدأت ممارسة هواية الترحال، وقبل أسبوعين أسسنا الفريق، من مختلف مناطق السعودية، بعد تواصل مع المهتمين”.
وعن رحلة الفريق المقبلة، قال: “نخطط لرحلة مشي طويلة، تنطلق من أبها، بعد عيد الأضحى، وتتجاوز مسافتها 500 كيلومتر”.
وكان انتشار وباء كورونا، مطلع العام الماضي، علّق نشاط النعمي مؤقتًا، فعوّضه بالمشي داخل مدينته والرياضة المنزلية.
وبعد تخفيف التدابير الاحترازية، نفّذ، حسب تأكيده، رحلة مكة ـ المدينة في ديسمبر مع 14 رحالة آخرين، تلتها رحلة في يناير الماضي امتدت أسبوعين و420 كيلومترًا، على “درب زبيدة” القديم، من الشيحيات جنوبي رفحاء إلى البعايث جنوبي حائل، مع 49 رحّالة رافقهم 20 خيّالًا.