|


أحمد الحامد⁩
تأثيرات كورونية
2021-07-10
هل انتبهنا إلى ما غيَّره فيروس كورونا، أم اعتدنا على التغيير، ولم نعد نشعر بما اختلف؟ بدأت أسمع بعضهم يقول: إنه لن يتخلى عن الكمامة حتى بعد رحيل كورونا، لأنه اعتاد عليها، ولأنها مفيدة للصحة. وقال زميلٌ شاب: إنه سيتزوج على الطريقة الكورونية، لأنها حكيمة. ما هي الطريقة الكورونية؟
هي حفل صغير جدًّا، لا يتعدى فيه عدد المدعوين 20 فردًا، بمَن فيهم أسرة العريس والعروس، مع وجبة عشاء، ودون صالة أفراح، وطنٍّ من الطعام، ومئات المدعوين، وكل المصروفات الكبيرة التي ترهق الزوج قبل وبعد الزواج، ثم تتحمَّل الزوجة ضغوط ضيق حال زوجها بسبب حفل ليلة واحدة، لم يعجب نصف المدعوين. أعتقد أن الاحتفالات الاجتماعية المصغَّرة من المكاسب التي سنعدُّها بعد الانتهاء من معركة كورونا. أقول مكاسب، ولا أعني أننا لم نخسر، فالخسارة وقعت، لكن النظر لنصف الكأس الممتلئ خيرٌ من النظر لما انسكب منها.
وفي دراسة تجارية عن التغييرات التي صنعها فيروس كورونا بعد عام ونصف العام من تفشي الجائحة، تبيَّن أن مدة بقاء الفرد في المنزل أصبحت أطول، حتى في البلدان التي لم تعد تفرض حظرًا صحيًّا، وفي هذا التغيير تغييراتٌ أخرى، إذ ارتفعت نسبة مبيعات النباتات المنزلية أضعافًا مضاعفة، لأن الساكنين صاروا يحرصون على جمال المكان الذي يعيشون فيه، كما ارتفعت مبيعات القطط عالميًّا منذ بدء الجائحة في بعض الدول، وهذا ما جعل الكثير منها مشردًا بعد رفع الحظر وعودة الموظفين إلى أعمالهم. مشكلة القطط أنها لا تسطيع تقديم شكوى، ولا نفهم معنى موائها، لكي تدلنا عمَّن تنازل عنها وشرَّدها. أيضًا تُظهِر الإحصاءات، أن مبيعات الأثاث ارتفعت. أعرف أي نوع من الأثاث الذي ارتفعت مبيعاته، وأراهن على أنها الكنبة الكبيرة التي تقارب، أو يتجاوز عرضها المترين، لأن الرجال يحبون التمدد عليها، خاصةً بعد وجبة طعام ثقيلة، وما هذا التمدُّد إلا مشروع نوم لساعات طويلة على الكنبة، وقد يملأ الشخير صالة البيت، ويهرب أفراد الأسرة إلى غرفهم، وأستطيع أن أصف لكم تفاصيل ذلك، لكنني لن أفعل احترامًا لزملاء النوم على الكنبات.
كذلك جاءت الأجهزة الرياضية ضمن قائمة السلع الأكثر طلبًا، ولا أظن ذلك رغبةً في ممارسة الرياضة، بل لمقاومة السُّمنة جراء البقاء طويلًا في المنزل، وارتفعت أيضًا مبيعات قطع الديكور المنزلي، وورق الجدران، وأعدُّ كل شخص يستطيع تحويل مكان سكنه إلى مستوى “5 نجوم”، ولا يفعل ذلك، شخصًا مخطئًا في حق نفسه، وحق المسؤول عنهم، وليس بالضرورة أن يكون ذلك بمستوى “5 نجوم”، لكن أن يكون المكان أنيقًا ومناسبًا للبقاء فيه بكل راحة. أتمنى أن يستعيد العالم عافيته سريعًا، وتنتهي مرحلة كورونا إلى الأبد.