|


منصور ناصر الصويان
البنية التحتية للرياضة «2»
2021-07-11
تطرقت في الشطر الأول من المقال للبنية التحتية للرياضة وركزت على دور البنية التحتية الجيدة للرياضة من مرافق ومنشآت وإمكانات بشرية وتقنية في رفع مستوى الأداء وتحقيق الإنجازات، وسوف أتناول في هذا الشطر دور المرافق الرياضية العامة والتي تلعب دورًا مهمًا للغاية في دعم النشاط البدني المعزز للصحة، والمشاركة في الأنشطة الرياضية الترفيهية كجزء مهم من البنية التحتية للرياضة.
فعلى مدار العقدين الماضيين، تم إنشاء العديد من المرافق الرياضية العامة في محاولة لتحسين صحة السكان ورفاهيتهم وتجويد نوعية الحياة بشكلٍ عام، لذلك كانت هناك جهود كبيرة لمواصلة توسيع مستوى المشاركة في الرياضة وأنشطتها، وفي نفس الوقت متابعة تحسين جودة خدمة المرافق الرياضية العامة، وهذا الدور تبنته بالإضافة لوزارة الرياضة، وزارة الشئون البلدية والقروية ـ سابقًا ـ وأمانات المدن، وتم إنشاء الكثير من الساحات الشعبية التي تضم العديد من الملاعب المفتوحة والأرصفة الخاصة بالمشي، والتي تكون عادةً في الحدائق العامة وحول مراكز الأحياء السكنية، كما ساهمت وزارة التنمية الاجتماعية في هذا الإطار من خلال مراكزها المنتشرة على مساحة الوطن الغالي، وقد شاركت هذه المرافق بشكلٍ لافت في توسيع قاعدة ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية المعززة للصحة. إلاّ أنه مع ارتفاع مستوى الوعي السكاني بأهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني ومع تزايد الطلب على تحسين جودة الحياة كأحد أهم مستهدفات الرؤية الوطنية 2030 من خلال تشجيع أنماط الحياة الصحية، تبقى المرافق الرياضية العامة دون المأمول وتحتاج إلى تعاون فعّال من الجهات ذات العلاقة مع وزارة الرياضة لرفع مستوى تلك المنشآت والمرافق، وعلى وجه الخصوص في عمليتي التشغيل والصيانة.
ففي دراسة أجريت على شريحة من سكان مدينة سول الكورية، وجدت أن جودة الخدمة التي تقدمها العديد من المرافق الرياضية الترفيهية العامة لا تزال تعجز عن تلبية احتياجات المواطنين، كما ذكرت بعض الدراسات المشابهة أن العديد من المرافق الرياضية العامة التي تديرها الحكومة الوطنية أو المحلية تتم إدارتها بشكل سيء بسبب الافتقار إلى إدارة عمليات متخصصة تركز على المستخدم وخدمته، لذا فإن العديد من المرافق الرياضية العامة لديها مستوى منخفض من جذب المواطن والمقيم للمشاركة في الرياضة والأنشطة البدنية المختلفة بسبب فشلها في تقديم خدمة جيدة. أخيرًا، نحن بحاجةٍ إلى مرافق وساحات رياضية وفق معايير محددة تضمن جذب المستفيد للمشاركة ومن أهم تلك المعايير: سهولة الوصول، خدمة الجنسين، صالات مغطاة، ملاعب أطفال، حدائق ومواقف، بالإضافة إلى مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار.