|


هيفاء الدخيل.. دبلوماسية شغوفة بالحلول الابتكارية في مواجهة المتغيرات

الرياض - إبراهيم الأنصاري 2021.07.14 | 02:27 pm

من نصف السعودية الذي لم يكن يُرى إلا من وراء سواد العباءات، كانت بعضهنّ تشكّلن استثناءً يُسمع بعدة لغات، ويُرى على المنصات الدولية، ويُلمس أثرهن في دهاليز كبريات المؤسسات الدولية وأقبية التأثير، وتمثّل هيفاء الدخيل من بينهنّ واجهة سعودية في امتلاك المواهب وتعدد الأدوار والتمكن من القدرات.
قدرات أهلتها لفرض اسمها كأول دبلوماسية في ديوان وزارة الخارجية، فمن هناك شرعت في كتابة مسيرة مهنية شغوفة بالحلول الابتكارية التي تسهم في مواجهة المتغيرات والتحديات، كما أثبتت نفسها كأحد الوجوه الاتصالية التي تجيد رسم خطط معرفية وعملية تسهم في حلحلة القضايا وتقدم التقارير المعمقة عن مختلف الملفات.
ورغم امتلاكها طبيعيا إمكانات الدهاء الذي طالما عُرف به "الجنس الناعم" كما درج القاموس العربي للإشارة إلى إمكانات المرأة، إلا أن الدخيل اكتسبت بذكاء وفاعلية القدرة على استخدام "القوة الناعمة" وذلك لإدارة ملفات التأثير وصياغة التوجهات المستقبلية في قضايا تستدعي حنكة ودراية دبلوماسية تعكس ثقل دور المملكة ومكانتها وريادتها الاستثنائية.
ولأن الدبلوماسية واجهة البلدان وصوتها الأكثر وضوحا على الصعيد الدولي، كانت الدخيل ترسم طريقها مبكراً باكتساب اللغة الإنجليزية حيث تمكّنت من التأهل العلمي بها في مرحلة البكالوريوس، فنالتها بتفوق من كلية اللغات والترجمة من أعرق الجامعات السعودية جامعة الملك سعود.
لم تتوقف الدخيل عند تلك المرحلة فاستمرت صعوداً نحو إتقان ألسنة العالم الذي تنسج خطوط طموحها نحو التواصل معه، فحصلت على دبلوم في اللغة الفرنسية، لكن إتقانها لم يكن ليمنعها عن التطلع لاكتساب الإسبانية فنالتها وبالدبلوم، وحين أصبحت اللغات الثلاث طوع لسانها وتفكيرها اتجهت نحو دبلوم اللغة الروسية، فكانت لسان دول في جسد امرأة وقدرة دبلوماسية في شخصية واحدة.
أغرت ألسن الدخيل العديد من الجهات، لا سيما وأنها كانت متأهلة بخمس لغات، لكنها اختارت الاتجاه لمجال الترجمة والأبحاث وانتسبت لمركز الدراسات والترجمة، فبقيت في الوظيفة سبع سنوات حافلة بالمعرفة التي تؤهلها لسرعة الوصول للمعلومة واكتساب التطور المعرفي الذاتي.
وبفضل تمكنها اللغوي سجلت الدخيل نفسها من أوائل المترجمات في وزارة الخارجية السعودية، وواصلت السير في سلّم السلك الدبلوماسي فبلّغتها أقدارها منصب "سكرتير أول" في الوزارة، وعدّتها منظمة الأمم المتحدة أول دبلوماسية سعودية وعميدة الدبلوماسيات السعوديات منذ عام 2017م.
وقبلها عملت الدخيل كأول رئيسة لمركز المرأة وقاعدة بيانات المرأة السعودية في الخارجية السعودية والتي من خلالها يتم اختيار الترشيحات للمؤتمرات التابعة لإدارة المنظمات الدولية في عام 2010، فيما كانت تطل إعلاميا عبر كتاباتها في مجلة معهد الدراسات الدبلوماسية.
حققت الدخيل نقلة في دورها من خلال عملها بمكتب وكيل الشئون السياسية والاقتصادية في وزارة الخارجية عام 2015، فكانت تعد تقارير للاجتماعات والمشاورات السياسية، وكان ذلك إيذاناً بانطلاقتها في المجال الدبلوماسي والسياسي بعد التحوير للمرتبة الدبلوماسية استثنائيًا.
تأهلت الدخيل بدورات في المجال الدبلوماسي وحقوق الإنسان والعلاقات الدولية والقانونية فكانت عضوا فاعلا ومؤثرا في دهاليز الخارجية، ما أكسبها خطاب شكر من رئيس وفد السعودية الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف، وبطموح شغوف بمهامها تواصل عملها وأداء أدوارها لتكون أحد الأسماء التي يتوقع لها تأثير أكبر بحجم قدراتها الدبلوماسية التي تواكب مرحلة تمكين المرأة وتثبت استحقاقهن وكفاءتهن لأبعد مدى.