|


لويس.. «مايكل جاكسون» ألعاب القوى.. وعملاق المضامير

الرياض - رائد السالم 2021.07.20 | 06:31 pm

في عام 1984، حزم الشاب الأمريكي كارل لويس حقائبه متجهاً إلى القرية الأولمبية في لوس أنجلوس حيث تحتضن بلاده الألعاب الأولمبية، ولكنه رفع من حالة التأهب، وقرر المشاركة في 4 تحديات بالغة الصعوبة، بين 100م، و200م، والتتابع 4X100، إضافة إلى الوثب الطويل.
صاحب الطاقة الرياضية المتفجرة، أبهر الجميع، ونال الذهب في المشاركات الأربع، المركز الأول في كل ظهور، وسط ذهول عالمي من موهبة لا تقدر بثمن، تربعت على عرش الألعاب الأولمبية قبل 37 عاماً.
عندها استعاد الجميع ذكريات جيسي أوينز في (برلين 1936)، إذ حصد 4 ذهبيات في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م والوثب الطويل.
تلك البداية اللافتة للبطل الأمريكي، كانت بمثابة قص شريط مسلسل جمعه الميداليات الأولمبية التي بلغت 9 ذهبيات حتى دورة أتلانتا 1996.
الفصل الأوّل من الاستعراض حقّقه لويس في سباق 100 م، ولا تزال ماثلة في الأذهان صورة بول تراكور الذي كان جالساً في الصف الثاني من القسم 27 في المدرجات وإلى جانبه ابنه (12 عاماً). فما أن اجتاز لويس خط النهاية مسجلاً 9.99 ثوان متقدماً على مواطنه سام جرادي (10.19 ث) والكندي بن جونسون (10.22 ث)، حتى أخرج تراكور الآتي من نيو أورليانز علماً أمريكياً حمله من حقيبة، وراح يلوح به.
وشاهده لويس خلال جولة حول المضمار محيياً المتفرجين، فعاد أدراجه واتجه نحوه، وأخذ العلم من تراكور وراح يحتفل على طريقته والجميع يشاركه فرحته رقصاً.
كان لويس يوصف بـ«مايكل جاكسون ألعاب القوى»، ويعتبر صاحب أسلوب في سباق 100م قريباً من الكمال.
وأصدر لويس بعد ساعات من حصده ذهبية 100م بياناً ذكر فيه أنه حقّق 60 في المئة من برنامجه باعتبار هذا السباق «أصعب مسافة والمفاجآت واردة دائماً»، وأوضح أنه كان متأثراً جداً عند الفوز»، مضيفاً« أؤمن بقدراتي، وطريقة أدائي في الأمتار الأخيرة تخوّلني للنجاح، عندما بلغت 80 م أدركت أن الانتصار في متناولي لكني بقيت حذراً».
بعد تتويجه بالذهبية الرابعة ومساهمته في تحقيق المركز الأول في سباق التتابع (مع رون براون وجرادي وكالفن سميث) لأمريكا، عنونت الصحف: رهان جيسي لويس يكسب.
لكن البطل الاستثنائي رفض هذه المقارنة، وقال:« كون أوينز أسطورة لكنه إنسان، وأنا فخور بمعادلتي إنجازه، لا تجوز المقارنة مطلقاً، هو يبقى جيسي أوينز وأنا كارل لويس، فنحن من عصرين مختلفين».
كما سجّل لويس 8.54 م في الوثب الطويل و19.80 ث في سباق 200 م (رقم أولمبي آنذاك)، وكان العدّاء الرابع في سباق التتابع وأنهى المسافة بزمن 37.62 ث، فحمل بالوناً على شكل قلب وطاف به المضمار شاكراً المتفرجين كما شكر عائلته وأصدقاءه وكل من دعمه وآمن بموهبته، خاصة مدربه توم تيليز ومدير أعماله جو دوجلاس مؤسّس فريق «سانتا مونيكا تراكس» الذي ضمّ لويس.
وقال:«أنا سعيد لكني متعب، هذا الفوز ثمرة وحدتنا، كنا خمسة في سباق التتابع، إرادة الله، ونحن العدائين الأربعة. أشكر الله الذي منحني القوّة لأركض وأسابق وأفوز بأربع ذهبيات لا تقدّر بثمن».