|


فيلبس.. كنز الذهب وإمبراطور السباحة

الرياض - إبراهيم الحمدان 2021.07.22 | 06:59 pm

(5.5) ميداليات في العام الواحد، المعدل السنوي للأمريكي مايكل فيلبس أسطورة السباحة الخالدة، وربما الرياضي الأكثر أهمية، بعد مسيرة مظفرة توشح خلالها 82 ميدالية، منها 65 مطلية بالذهب.
قرش الأولمبياد، ربما أنه أكثر ما ستفتقده أحواض السباحة في الألعاب الصيفية في طوكيو 2020، حيث توقف عن المنافسات منذ ريو دي جانيرو 2016، والتي كتب بين سطورها المنجز الأخير بـ6 ميداليات، واحدة فقط هي الفضية، والبقية كما جرت العادة من ذهب.
فيلبس الذي دشن رحلته التاريخية في عام 2001، كتب حروف حياته الرياضية الملهمة في غضون 15عاماً فقط، ازدحمت بين سطورها الإنجازات الفردية، حيث تسارعت نحو مايكل وكأنه مغناطيس جاذب للأمجاد عام بعد آخر.
البالغ (36 عاماً) كسر أول رقم قياسي في مسيرته منذ أول مشاركة عالمية في عام 2001 خلال سباق 200 متر متنوع بزمن عالمي قدره (1:54.58)، ما أدخل الأمريكي في حالة هوَس بكسر الأرقام، ليكرر تسجيل الأرقام عبر 22 مناسبة في مختلف المسابقات والمسافات، إذ كسر جميع الأرقام، ثم دخل في تحدٍ من نوع آخر، وهو أن يحطم أي زمن نجح في تسجيله سابقاً.
على صعيد الألعاب الأولمبية، ظهر الفتى الأمريكي المتأهب للسباحة لأول مرة في دورة أثينا 2004، الصيفية التي شهدت ولادة أحد أعظم الرياضيين الأولمبيين، حينها شارك في 5 سباقات فردية توج في 4 منها بالذهبية، وواحدة بالبرونزية، بينما دخل في 3 سباقات تتابع نجح في الإسهام بتحقيق ذهبية واحدة، وبرونزيتين، ليعود إلى بلاده من أول مشاركة حاملاً 8 ميداليات.
أما في عام 2008، لحظات حاسمة انتظرت جميع المشاهدين والمتابعين لأولمبياد بكين، حيث التحدّي الأكبر الذي أطلقه فيلبس بعد إضاءة شعلة الألعاب، إذ وعد بتخطي رقم سبيتز (7 ذهبيات في دورة ميونيخ 1972).
لم يتأخر مايكل عن الوفاء بوعده، سبق الجميع في المسابح الأولمبية، وانقض على الذهب مرة، تلو الأخرى، ثم التي تليها، حتى وصل إلى 8 من 8، لقد فعلها ابن بالتيمور الأمريكية، حقق كل الذهب المتاح لسباح أولمبي في دورة واحدة، وهو مالم يتجرأ عليه أحد، 8 ميداليات تقلدها جميعاً فيلبس، لم يترك لغيره مجالاً في تلك البطولة.
كرّس السباح الأمريكي أسطورته مجدداً في 2012، برفع عدد ميدالياته في ثلاث نسخ من الألعاب إلى 22 ميدالية (18 ذهبية وفضيتان وبرونزيتان)، فحطم وتخطى بالتالي الرقم القياسي في عدد الميداليات التي كانت في حوزة لاريسا لاتينينا لاعبة الجمباز السوفييتية (بين 1956 و1964)، حيث شارك حينها في 6 سباقات خرج منها بـ4 ذهبيات وفضيتين.
في بعض الأحيان، تكتمل قصص النجوم ببعض الجوانب الحزينة، وهو ما حدث بالضبط في حكاية فيلبس، الذي دخل في حالة اكتئاب حاد، وإدمان للكحول، ثم قرار الاعتزال المفاجئ.
لكنه ضرب مجدداً معزّزا أسطورته: خمس ذهبيات وفضية رفعت رصيده إلى 28 ميدالية بينها 23 ذهبية، وفي طريقه أصبح أوّل سبّاح يحرز سباق 200 م متنوعة 4 مرات توالياً.
نال إمبراطور أحواض السباحة 6 ذهبيات في أثينا 2004 و8 ذهبيات في بكين 2008 و4 ذهبيات في لندن 2012، وخمس ذهبيات في ريو 2016، كنز ثمين لا يقدر بثمن، لم يحققه فريق في 3 أو 4 عقود، ولكن فرد واحد في 15 عام فقط.
اللافت أن أقرب منافس على ذهبيات فيلبس الـ23 يمتلك 9 ذهبيات، ما القوة الرياضية الهائلة لابن بالتيمور، «لا أعتقد بأنكم سترون مايكل فيلبس آخر»، بهذه الكلمات لخص المدرب بوب باومان مكانة السباح في تاريخ الألعاب الأولمبية.
السباح التاريخي سيتواجد في طوكيو 2020، ولكن كمراسل ومعلق لقنوات سي إن إن، وليس منافساً كما اعتاد، وهذا ما قد يجعل المنافسين في ارتياح أكبر ليقتسمون حصة الميداليات، بدلاً من أن تذهب إلى شخص واحد.