|


حسن عبد القادر
«مشارك أفراح»
2021-07-29
أصبح المتابع السعودي لمنافسات أولمبياد طوكيو “مشارك أفراح”، يهتف للسباح التونسي أحمد الحفناوي، ويحتفل مع الأردني صالح الشرباتي، ويصفق للأبطال والبطلات المصريات في بعض الألعاب الفردية، ويقفز فرحًا مع أي نصر يحققه أحد المشاركين العرب في الأولمبياد.
أن تكون “مشارك أفراح”، وأنت قادر على أن تكون صانعها، هذا يجعلنا نطرح السؤال المهم: ماذا ينقصنا لصناعة أبطال أولمبيين؟
السؤال سهلٌ ومتداول، والكل يتحدث عنه، وهذا السؤال لا يرتبط بهذه النسخة من الأولمبياد فقط، بل يُطرح منذ سنوات طويلة، وفي نسخ متعددة، ومن قِبل أجيال متعاقبة.
العمل الذي تقدمه اتحادات اللجان الأولمبية في منافساتها المحلية لا يمكن أن تصنع بطلًا أولمبيًّا، فصناعة بطل أولمبي تحتاج إلى عمل نوعي مختلف، فيه صرف مادي من قِبل اتحاد اللعبة، وتضحية من اللاعب وأسرته.
عام 2004 أثناء البطولة العربية التي أقيمت في الجزائر، التقيت البطل الأولمبي السعودي هادي صوعان، الحاصل على فضية في أولمبياد 2002 في سيدني. سألته: كيف كان إعدادك، وكيف هي حياتك؟ فأجاب: عملت عكس أغلب السعوديين، فأنا أقضي 11 شهرًا في معهد متخصِّص في لوس أنجليس، وأتدرَّب فيه يوميًّا مع لاعبين أبطال ومحترفين، وأحصل على شهر واحد إجازة، أذهب فيه إلى السعودية لزيارة الأهل.
وأضاف: حياتي مجدولة، وتسير حسب برنامج واضح في مواعيد الأكل، ونوعيته، وكميته، والنوم ومواعيده، كل هذا يتم وفق برنامج احترافي مع خبراء. ونتيجة كل هذا تحقيقُ ميدالية فضية أولمبية، وقد كان قريبًا جدًّا من الذهبية.
البرنامج كما قال صوعان متعبٌ، ويحتاج إلى الصبر لكن نتائجه في الغالب تضعك في مصاف المنافسين إن لم توصلك إلى منصة التتويج.
ولهذا أكرر بأننا سنبقى “مشاركي أفراح” إذا لم يتم وضع برنامج واضح لإعداد أبطال أولمبيين، يبدأ من سنٍّ مبكرة، ويتم فيه تفريغ اللاعب لتلقي العلم والتدريب في معاهد متخصِّصة للعبة التي يختارها. أما بطريقة المنافسات الحالية للاتحادات، وطريقة إعداد اللاعبين المتبعة، التي تعتمد على إرسال اللاعب إلى معسكر قبل الأولمبياد بشهر أو بشهرين، فهذه مضيعةٌ للوقت والجهد والمال، ولن تحقق أي نتائج.
أثق في عمل الشغوف وزير الرياضة، وواثق أيضًا من أن وجوده في الأولمبياد الحالي لن يكون للحضور فقط، بل لبناء خطة عمل وخارطة طريق جديدة ومختلفة للاتحادات الرياضية، وسيكون هناك دور آخر لأكاديمية “مهد” في صناعة لاعبين أولمبيين. لن نستعجل النتائج طالما لمسنا أن هناك تغييرًا في العمل والإعداد والرغبة، وإذا لم نلمس ذلك، فسنبقى مشاركي أفراح فقط لا غير.