|


منصور ناصر الصويان
تجربة الصين الأولمبية «1»
2021-08-08
في الثلاثة عقود الأخيرة ومع التطور الاقتصادي السريع، برزت الصين كقوة عالمية في مجال الرياضة على الصعيد الدولي. بدأ ذلك واضحًا وجليًا من خلال الألعاب الأولمبية، والتي توفر للدول المشاركة فرصة لتعزيز صورتها الدولية من خلال إظهار قدراتها الرياضية.
منذ نهاية الحرب الباردة ومن خلال عودتها للألعاب الأولمبية الصيفية الحديثة عام 1984 في لوس أنجلوس أضحت الصين من كبار المنافسين في الألعاب الأولمبية الصيفية، حيث ثبت ترتيبها بين المراكز الثلاث الأولى بدءًا من أولمبياد سيدني 2000 وانتهاءً بأولمبياد طوكيو2020.
غالبًا ما ترتبط البلدان الغنية ذات الكثافة السكانية العالية كأحد أهم عناصر صناعة الميدالية الأولمبية بالأداء الأفضل في الألعاب الأولمبية والبارالمبية والشتوية أيضًا. يتجلى هذا الارتباط في الأداء القوي للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، واللتان لم تخرجا من المراتب الأولى في إجمالي عدد الميداليات منذ عام 1896 تقريبًا. وعلى هذا المنوال ساعد اقتصاد الصين الهائل وعدد سكانها على الحصول على ميداليات إجمالية أكثر من دول كبيرة مثل أستراليا واليابان وكندا وروسيا وفرنسا على الرغم من مشاركة الصين بلاعبين غير مجنسين من دول أخرى.
كانت نقطة التغيير الكبيرة لتواجد الصين كقوة أولمبية هائلة، هي استضافة وتنظيم أولمبياد بكين 2028 بحفل الافتتاح الأولمبي الأكثر مشاهدة في التاريخ، مع إجمالي جمهور يزيد عن مليار مشاهد، كان حفل الافتتاح الأولمبي متجاوزًا إلى حد بعيد حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012 وريو 2016، اللذان اجتذبا ما يقرب من 300 مليون مشاهد فقط. وبأكبر ميزانية في تاريخ الأولمبياد حتى الآن حوالي 42 مليار دولار بحسب (businessinside).
أنفقت بكين أكثر من 90 في المئة منها في تطوير البنية التحتية المصممة لتعزيز الاتصالات السلكية واللاسلكية والتقنية والنقل وشبكات المرافق والطاقة النظيفة، في حين تم إنفاق الباقي في تطوير الرياضة، ناهيك عن استاد عش الطير Bird’s Nest الفريد على مستوى العالم والذي أنشئ بغرض منافسات الأولمبياد والحديقة الأولمبية في بكين أصبحت منطقة جذب سياحي للمجموعات السياحية من مختلف أنحاء العالم، وتدر دخلًا مجزيًا وثابتًا للجنة الأولمبية الصينية. ومع الإرث الذي خلفته دورة الألعاب الأولمبية لعام 2008 تستعد المدينة مجددًا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2022.
حتى نصل لمستوى الدول المتقدمة أولمبيًا فإنه يجب دراسة تجارب الدول المتقدمة كدراسات معيارية أو محكية، فالصين تجربة تستحق الدراسة والاستفادة من تجربتها الكبيرة، سوف أحاول التفصيل في تجربتها في المقال اللاحق إن شاء الله.