|


فهد الروقي
"الهلال وحيدا"
2021-08-10
في قناعتي الشخصية أن نادي الهلال في كفة وبقية الأندية في كفة أخرى، وأن مقارنته بأي منهم فيه تجنٍ واضح وتشويه له وللعمل الناجح المستدام.
كان من الطبيعي أن يكون تفرده سببًا مباشرًا في دعمه والثناء عليه والدعوة للاقتداء به، لكن ولأننا في ساحة "عاطفية" يغيب فيها العقل كثيرًا تحول هذا التفرد إلى النقيض، وأصبح بمثابة "مثلبة" أو مرض معدٍ يجب على الجميع الابتعاد عنه.
يغيب المنطق عندما يطالب مجموعة من المرضى بالابتعاد عن السليم الوحيد بينهم خوفا على أنفسهم أن يعديهم بالصحة!
ويغيب الفكر السليم عندما يعيب مجموعة من الطلبة الفاشلين في دراستهم والعاطلين عن العمل "طبيبًا جراحًا" ينقذ الأرواح!
في زمن المفاهيم المغلوطة يصبح الكريم مبذرًا والشجاع متهورًا والحليم ضعيفًا والناجح فاشلًا، وكل ما يحتاجه من يؤمن بذلك آلة إعلامية هائلة وأبواق مأجورة تفرقهم المصالح الخاصة ويجمعهم "الجوال"، هم يبرعون في "التشويه" وقلب الحقائق ولديهم مهارات عالية في هذا الجانب، ولهذه المهارات ارتباط وثيق بقيم الشخص وخصائصه النفسية والفكرية، وهل يوجد إنسان سوي يحارب الجمال، ولا أجمل في عالم المستديرة من البدر حين اكتماله.
هم يدركون أن منافسة الهلال "صعبة قوية"، وفي حال نجح أحدهم في موسم ما أو مرحلة معيّنة فإن ذلك يعني دفع "فاتورة باهظة" تبقى تبعاتها لسنوات، ولكم في "اتحاد البلوي" و"نصر كحيلان" و"أهلي الزويهري" المثال الواضح، ولولا النقلة النوعية في تاريخ الكرة السعودية التي انتشلت الأندية من الديون لشاهدنا بعضها في دهاليز الدرجة الأولى.
ومع مرور فترة زمنية بسيطة عادت هذه الأندية للديون مرة أخرى، ولم تستطع الحصول على شهادة "الكفاءة المالية"، ومع ذلك نجحت في إبرام صفقات بمئات الملايين ودخلت في مزايدات كبيرة منذ وقت مبكر للإعداد، وحين استطاع الهلال الظفر بصفقة واحدة متأخرة بعد انتهاء المعسكر الإعدادي شنوا حملة يطالبون فيها بمعرفة كيف تعاقد الهلال، وهو الخالي من الديون والأغنى بينهم، فبالله عليكم هل هناك فكر أو منطق خلف هذا؟
هم في الغالب يعرفون الحقيقة ويتجاهلونها ويذهبون خلف العاطفة العمياء، خوفًا من أن يحقق الهلال الدوري الثالث على التوالي.


الهاء الرابعة

أصادقُ نفسَ المرء من قبل جسمِهِ
‏وأعرفُها من فعلِه والتكلُّمِ
‏وأحلُم عن خِلّي وأعلم أنه
‏متى أجزِهِ حلمًا من الجهل يندمِ