|


محمد المسحل
الحركة الرياضية.. إلى أين؟
2021-08-14
كان لي شرف العمل في المؤسسة الرياضية منذ كنت لاعبًا في الثمانينيات، ومتابعًا في التسعينيات، وكاتبًا ثم مسؤولًا خلال الـ 15 سنة الأولى من الألفية الثالثة.
وكنت خلال هذه السنوات الـ 35، على قناعة تتزايد عام بعد عام، بأن في المملكة مقدرات وقدرات، من المفترض أن تضعنا بمصاف الدول المتقدمة رياضيًا، إن لم يكن على الصعيد العالمي، فعلى الأقل على الصعيد القاري والآسيوي.
كنت خلال تلك الفترة “الطويلة نسبيًا” أتابع مستوى الصرف على لعبة أو لعبتين “كرة القدم والفروسية”، وأقارنها بمستوى الصرف على باقي الألعاب. كنت أراقب مستوى الاهتمام الإعلامي على هاتين اللعبتين وعلى باقي الألعاب! كنت أعيش مستوى الاهتمام بتفاصيل صنع البطل في مؤسستنا الرياضية، وأقارن ذلك لدى باقي الدول، بل وكنت وإلى وقت قريب، أتساءل وأقول:
- هل يمكن أن نحمّل المؤسسة الرياضية مسؤولية ضعف نتائجنا الرياضية على المستوى العالمي والقاري، بل وأحيانًا العربي؟
- هل هناك خلل؟ أم أن هذه هي طبيعة المسيرة الرياضية والخبرة التراكمية التي يجب أن تمر بها الأمم لتصل للمستوى المتقدم؟
- وإن كان جواب السؤال الأخير هو “نعم”، إذًا كيف سبقنا من كانوا يومًا في مستوانا، بل وأحيانًا خلفنا في حراكهم الرياضي؟
وتوصلت لاستنتاجات وأجوبة وأسئلة، أرى من وجهة نظري، أن عدم تناولها بجدية، سيؤخرنا بشكل كبير عن الركب الرياضي العالمي، وسيزيد من حالات الاحتقان التي يعبّر عنها الشارع الرياضي بعد كل استحقاق قاري ودولي “وأحيانًا عربي وخليجي”.
المملكة من الدول النادرة جدًا التي تتمتع بتركيبة تكاملية تعطيها الفرصة الكاملة لإنتاج أجيال من الأبطال، في العديد من الألعاب. فنحن محظوظون بتنوع تضاريسنا من جبال وسهول وصحاري وشواطئ وآلاف الكيلومترات من السواحل والشواطئ، وأكثر من ألف جزيرة، جُلها في البحر الأحمر وبعضها في الخليج العربي، ومحظوظون بالتركيبات الجسمانية التي يمتاز ويختلف بها سكان الشمال عن الجنوب وعن الوسط وعن والشرق وعن الغرب، والعكس صحيح! كل منطقة لها امتيازاتها التي تعطيها الفرصة لإنتاج أبطال عالميين في عدة ألعاب أولمبية. ناهيك عن القدرات المالية الضخمة التي تخصصها الدولة للقطاع الرياضي والشبابي، وهو ما لا تجده العديد من الدول، منها من أحرز العديد من الميداليات الأولمبية.
في سلسلة مقالاتي القادمة، سأطرح، وبكل شفافية ومهنية ووطنية، تساؤلاتي واستنتاجاتي واقتراحاتي، وذلك لمحاولة تدارك مسببات الخلل ومجموعة العقبات التي أراها تجعلنا خلف جدار الطموح، لا سيما وأننا في عصر رؤية عظيمة سنّها رجل عظيم هو سمو سيدي محمد بن سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله”.. فإلى اللقاء.