|


محمد الغامدي
الهلال الفائض في عز الأزمة
2021-08-18
بصراحة قصّر الإعلام الرياضي أيمّا تقصير في سبر أغوار الجمعية العمومية التي عقدها نادي الهلال، والأرقام التي طرحتها خلال السنة المالية، وكيف استطاع النادي الأزرق أن يغرد وحيدًا في ظل الأزمة المالية الطاحنة، التي داهمت الأندية في مشارق الأرض ومغاربها، ويحقق فائضًا وصل إلى 24 مليون ريال، ولم نجد أي وسيلة قامت بتشريح الحدث الأهم، وكيفية وصول الفائض للرقم أعلاه، رغم الخسائر التي منيت بها الأندية في العالم.
كنت أنتظر خلال الأيام الفارطة إعلاميًا فطنًا وحاذقًا تستهويه الأرقام، ويثيره رقم الفائض ويبدأ في النبش الصحفي ليخرج لنا بمادة دسمة تجعل هذه الجمعية بأرقامها أنموذجًا ومثالًا يحتذى به بين أقرانه من الأندية، بل وحتى يتم تعميمه على نطاق واسع ليستفيد الجميع من العقول الاقتصادية التي أبقت الهلال وحيدًا دون التزامات، وينجح وحيدًا في ترويض الأزمة المالية لصالحه في الوقت الذي عانت فيه أندية عالمية من جراء تلك الأزمة وطحنتها القضايا والديون حتى منيت بخسائر كبيرة بعد توقف مداخيلها الثابتة عن الضخ في خزينتها.
حاولت أن أجد تفسيرًا للفائض الأزرق، ومن أين وكيف أتى في ظل توقف مداخيل تذاكر المباريات، وانحسار العديد من الرعاة، وابتعاد دعم الأعضاء الذهبيين عن النادي، خاصة وأنه قبل فترة ليست بالقصيرة سدد مبلغًا مماثلًا للفائض للحصول على شهادة الكفاءة المالية إلى جانب ضخه مئات الملايين لإبرام صفقات محلية وأجنبية، ويبدو والله أعلم أن النداءات التي أطلقها رئيسه فهد بن نافل عبر حسابه في تويتر لجماهير ناديه في عز جائحة كورونا، كان لها مفعول السحر ووصلت بالفعل كما قال إلى قلوبهم عندما ناشد في عدة تغريدات ما يمر به ناديه من ضائقة مالية بقوله: “لا يخفاكم ما يعيشه العالم من تداعيات فيروس كورونا والتي نجم عنها آثار بالغة على كافة الأصعدة ومن بينها قطاع الرياضة جراء توقّف العديد من موارد الدخل المالي للأندية ومن ضمنها الهلال”، وواصل بقوله: “عمدنا خلال الفترة الماضية إلى اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من تداعيات تلك الأزمة”، ولأن هذه الجملة الأخيرة ـ الحد من تداعيات الأزمة ـ تمثل سؤال المليون، كون الهلال لم يحد من الأزمة فقط، بل وصل إلى أبعد مسافة، وهو تحقيق فائض كبير، فكيف يا رئيس الهلال وصلتم لذلك الرقم وغردتم خارج السرب.. فمنكم نستفيد.