|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2021-08-21
* الأفكار تقود تصرفاتنا. اعرف فكرتك، تعرف وجهتك، لكن بعض هذه الأفكار قد لا تكون أفكارك بالأساس، وهناك مَن وضعها في عقلك! لذا ينصحنا العارفون بشؤون الحياة بضرورة اختيار أفضل الأصدقاء حتى إذا ما وضعوا فكرةً في عقلك، تكون فكرةً جيدة، أو مسالمة على أقل تقدير.
أما أنا فسأحاول اليوم أن أكون صديقًا جيدًا لكم، خاصةً للذين يعتقدون بأنهم تقدموا في السن، وأن ما فات أكثر مما تبقَّى. أحبُّ أن أقول بوصفي صديقًا جيدًا: إن كل مَن تقدم في العمر، وتجاوز الستين مثلًا، يستطيع أن يعيش حياة ابن الثلاثينيات والأربعينيات إذا ما فكر بالطريقة التي يفكر بها أبناء الثلاثينيات والأربعينيات. أما مَن يقول: إن ما أقوله غير قابل للتنفيذ، فسأكتب له عمَّا قرأته قبل أيام، وأثار ذهولي، ورفع معنوياتي، فقد منحت موسوعة جينيس للأرقام القياسية لقب أكبر رافعة أثقال تنافسية لسيدة، تدعى إديث موراي! المفاجأة أن إديث تبلغ من العمر 100 عام، وترفع ما يصل إلى 75 كيلوجرامًا! أما سبب قوتها، فإضافة إلى تناولها الطعام الصحي، فيعود، كما تقول، إلى الضحك، إذ إنها تضحك كثيرًا، ولا تفوِّت مشاهدة الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الكوميدية، وتحيط نفسها بالأصدقاء البشوشين والمتفائلين، وتبتعد عن كل كئيب ذي طاقة سلبية. عندما قرأت ما قالته إديث، تذكرت أحد أصدقائي، طيب وكريم، عمره الآن 50 عامًا، لكنه ومنذ 15 عامًا وهو يقول: “راح العمر”! سأبحث عن رقم هاتف إديث، وأجعلها تتحدث معه، بالتأكيد ستقول له: ما زلت طفلًا يا صغيري.
* إذا ما أحبك أحدهم، فأنت محظوظ بكل ما تعنيه الكلمة، لأن مَن يحبك سيفضلك، ويجعل لك عنده مكانةً عالية، ويسمح لك بما لا يسمح به لغيرك. في الولايات المتحدة الأمريكية، يعاني رجل من سوء معاملة زوجته له، حتى إنها قالت له صراحةً: إنه لم يكن يومًا فتى أحلامها الوسيم، كما أنه رجل هادئ، وكانت تتمنى زوجًا، يملأ حياتها بالمغامرات. كان يعمل كل يوم ما لا يقل عن عشر ساعات، وقليلًا ما كان يأخذ إجازته الأسبوعية ليزيد دخل أسرته، لكنها لم ترضَ عنه، ولم تقل له يومًا الكلمة التي كثيرًا ما كان يقولها لها: أحبك. في أحد الأيام، وعقب خمس سنوات من الزواج، وبعد طول تفكير، قرر أن يجلس معها، ويخيِّرها بالبقاء معه، أو الانفصال، إن كانت تفضل الانفصال. اختارت الانفصال، ورحلت، وبعد سنة واحدة، ولأنه صار يملك المال، حيث اشترى بطاقات يا نصيب، وربحت إحداها 40 مليون دولار، وانتشر خبر فوزه بالملايين، عادت إليه مسرعةً، واحتضتنه، وقالت له أحبك. وافق على عودتها، وعندما قال له أصدقاؤه: إنها عادت من أجل المال. ردَّ عليهم: لكنني كنت وما زلت أحبها!